نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 237
كتاب ذكر الموت و ما
بعده
(1) و هو الكتاب العاشر
آخر كتب الأرباع الأربعة من المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه الّذي قصم بالموت رقاب
الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آجال القياصرة الّذين لم تزل قلوبهم عن
ذكر الموت نافرة حتّى جاءهم الوعد الحقّ فإذا هم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى
القبور، و من ضياء المهود إلى ظلمة اللّحود، و من ملاعبة الجواري و الغلمان إلى
مصاحبة الهوامّ و الدّيدان، و من التنعّم بالشراب إلى التمرّغ في التراب، و من أنس
العشرة إلى وحشة الوحدة، و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل، فانظر هل وجدوا من
الموت حصنا أو اتّخذوا من دونه حجابا و حرزا، و أبصر هل تحسّ منهم من أحد أو تسمع
لهم ركزا، فسبحان من تفرّد بالقهر و الاستيلاء و استأثر باستحقاق البقاء و أذلّ
أصناف الخلق بما كتب عليهم من الفناء، ثمّ جعل الموت مخلصا للأتقياء و موعدا في
حقّهم للّقاء و جعل القبر سجنا للأشقياء و حبسا ضيّقا عليهم إلى يوم الفصل و
القضاء، فله الإنعام بالنعم المتظاهرة، و له الانتقام بالنقم القاهرة، و له الشكر
في السماوات و الأرض و له الحمد في الأولى و الآخرة و الصلاة على محمّد ذي
المعجزات الظاهرة و على آله و أصحابه و سلّم كثيرا.
أمّا بعد فجدير بمن
الموت مصرعه، و التراب مضجعه، و الدّود أنيسه، و منكر و نكير جليسه، و القبر
مقرّه، و بطن الأرض مستقرّه، و القيامة موعده، و الجنّة أو النار مورده أن لا يكون
له فكر إلّا في الموت و لا ذكر إلّا لأجله، و لا تطلّع إلّا إليه، و لا تعريج إلّا
عليه، و لا اهتمام إلّا به، و لا حوم إلّا حوله، و لا انتظار
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 237