responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 227

اختلاف حالاتي و كثرة فوائدي أ تظنّ أنّي تكوّنت بنفسي أو خلقني أحد من جنسي أو ما تستحي تنظر في كلمة مرقومة من ثلاثة أحرف فتقطع بأنّها صنعة آدمي مريد عالم قادر متكلّم، ثمّ تنظر إلى عجائب الخطوط الإلهيّة المرقومة على صفحات وجهي بالقلم الإلهي الّذي لا تدرك الأبصار ذاته و لا حركته و لا اتّصاله بمحلّ الحظّ، ثمّ ينفكّ قلبك عن جلالة صانعه، و تقول النطفة لأرباب السمع لا للّذين هم عن السمع لمعزولون: توهّموني في ظلمة الأحشاء مغموسة في دم الحيض في الوقت الّذي يظهر التخطيط و التصوير على وجهي فينقش النقّاش حدقتي و أجفاني و وجهي و خدّي و شفتي فترى النقوش تظهر شيئا فشيئا و لا ترى داخل النطفة نقّاشا و لا خارجها و لا داخل الرّحم و لا خارجه و لا خبر منها لا للأب و لا للأمّ و لا للنطفة و لا للرّحم أ فما هذا النقّاش بأعجب ممّن تشاهده ينقش بالقلم صورة عجيبة لو نظرت إليها مرّة أو مرّتين لتعلّمته فهل تقدر على أن تتعلّم هذا الجنس من النقش الّذي يعمّ ظاهر النطفة و باطنها و جميع أجزائها من غير ملامسة للنطفة و من غير اتّصال بها لا من داخل و لا من خارج فإن كنت لا تتعجّب من هذه العجائب و لا تفهم بها أنّ الّذي صوّر و نقش و قدّر لا نظير له و لا يساويه نقّاش و مصوّر كما أنّ نقشه و صنعه لا يساويه نقش و صنع، فبين الفاعلين من المباينة و التباعد ما بين الفعلين، و إن كنت لا تتعجّب من هذا فتعجّب من عدم تعجّبك فإنّه أعجب من كلّ عجب فإنّ الّذي أعمى بصيرتك مع هذا الوضوح و منعك التبيّن مع هذا البيان جدير بأن تتعجّب منه فسبحان من هدى و أضلّ و أغوى و أرشد و أشقى و أسعد و فتح بصائر أحبّائه فشاهدوه في جميع ذرّات العالم و أجزائه و أعمى قلوب أعدائه و احتجب عنهم بعزّه و علائه فله الخلق و الأمر و الامتنان و الفضل و اللّطف و القهر، لا رادّ لحكمه و لا معقّب لقضائه.

و من آياته الهواء اللّطيف المحبوس بين مقعّر السّماء و محدّب الأرض‌

يدرك بحسّ اللّمس عند هبوب الرّيح جسمه و لا يرى بالعين شخصه و جملته مثل البحر الواحد و الطيور محلّقة في جوّ السّماء مسفّة سبّاحة فيها بأجنحتها كما تسبح حيوانات‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 227
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست