نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 203
و تعطيله، و كذلك يتفكّر
في اللّسان و يقول: إنّي قادر على أن أتقرّب إلى اللّه تعالى بالوعظ و بالتودّد
إلى قلوب أهل الصلاح و بالسؤال عن أحوال الفقراء و إدخال السّرور على قلب زيد
الصّالح و عمرو العالم بكلمة طيّبة و كلّ كلمة طيّبة فإنّها صدقة و كذلك يتفكّر في
ماله فيقول: أنا قادر على أن أتصدّق بالمال الفلاني فإنّي مستغن عنه و مهما احتجت
إليه رزقني اللّه مثله و إن كنت محتاجا الآن فأنا إلى ثواب الإيثار أحوج منّي إلى
ذلك المال، و هكذا يفتّش عن أعضائه و جملة بدنه و أمواله بل عن دوابّه و غلمانه و
أولاده فإنّ كلّ ذلك أدواته و أسبابه و يقدر على أن يطيع اللّه عزّ و جلّ بها و
يستنبط بدقيق الفكر وجوه الطاعات الممكنة بها و يتفكّر فيما يدعوه إلى البدار إلى
تلك الطاعات و يتفكّر في إخلاص النيّة فيها و يطلب لها مظانّ الاستحقاق حتّى يزكو
بها عمله و قس على هذا سائر الطاعات.
و أمّا النّوع الثالث
فهو الصفات المهلكة
الّتي محلّها القلب
فيعرفها ممّا ذكرناه في ربع المهلكات و هي استيلاء الشهوة و الغضب و البخل و الكبر
و العجب و الرّياء و الحسد و سوء الظنّ و الغفلة و الغرور و غير ذلك و يتفقّد من
قلبه هذه الصفات فإن ظنّ أنّ قلبه منزّه عنها فيتفكّر في كيفيّة امتحانه و
الاستشهاد بالعلامات عليه فإن النفس أبدا تعده الخير من نفسها و تكذب فإذا ادّعت
التواضع و البراءة من الكبر فينبغي أن يجرّب نفسه بحمل حزمة حطب في السّوق كما كان
الأوّلون يجرّبون به أنفسهم، و إذا ادّعت الحلم تعرّض لغضب يناله من غيره ثمّ
يجرّبها في كظم الغيظ و كذلك في سائر الصّفات، و هذا تفكّر في أنّه هل هو موصوف
بالصّفة المكروهة أم لا، و لها علامات ذكرناها في ربع المهلكات فإذا دلّت العلامات
على وجودها فكّر في الأسباب الّتي تقبح تلك الصفات عنده و يتبيّن أنّ منشأها من
الجهل و الغفلة و خبث الدّخلة[1]كما لو رأى في نفسه عجبا بالعمل فيتفكّر و يقول:
إنّما عملي ببدني و جارحتي و بقدرتي و إرادتي و كلّ ذلك ليس منّي و لا إليّ و
إنّما هو من خلق اللّه عزّ و جلّ و فضله عليّ فهو الّذي خلقني و خلق قدرتي و
إرادتي و هو الّذي حرّك
[1] دخلة الرجل- مثلثة-
و دخيلته نيته و مذهبه و جميع أمره.
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 203