نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 190
و أذقني برد عفوك و
مغفرتك و ارزقني قوّة عصمتك يا أرحم الرّاحمين، اقتداء بأبيك آدم عليه السّلام فقد
قال وهب بن منبّه: لمّا أهبط اللّه عزّ و جلّ آدم إلى الأرض من الجنّة مكث لا ترقأ
له دمعة فأطلع اللّه عليه في اليوم السابع و هو محزون كئيب كظيم منكّس الرأس فأوحى
اللّه تعالى إليه يا آدم ما هذا الجهد الّذي أرى بك قال:
يا ربّ عظمت مصيبتي و
أحاطت بي خطيئتي و أخرجت من ملكوت ربّي فصرت في دار الهوان بعد الكرامة و في دار
الشقاء بعد السعادة و في دار النّصب بعد الرّاحة و في دار البلاء بعد العافية و في
دار الزّوال بعد القرار و في دار الموت و الفناء بعد الخلود و البقاء فكيف لا أبكي
على خطيئتي؟ فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه يا آدم أ لم أصطفك لنفسي و أحللتك داري و
خصصتك بكرامتي و حذّرتك سخطي؟ أ لم أخلقك بيدي و نفخت فيك من روحي و أسجدت لك
ملائكتي فعصيت أمري و نسيت عهدي و تعرّضت لسخطي فو عزّتي و جلالي لو ملأت الأرض
رجالا كلّهم مثلك يعبدونني و يسبّحونني ثمّ عصوني لأنزلتهم منازل العاصين فبكى آدم
عند ذلك ثلاثمائة عام.
و كان عبيد اللّه البجلي
كثير البكاء يقول في بكائه طول اللّيلة: إلهي أنا الّذي كلّما طال عمري زادت
ذنوبي، أنا الّذي كلّما هممت بترك خطيئة عرضت لي شهوة أخرى، وا عبيداه خطيئة لم
تبل و صاحبها في طلب أخرى، وا عبيداه إن كانت النار لك مقيلا و مأوى، وا عبيداه إن
كانت المقامع لرأسك تهيّأ، وا عبيداه قضيت حاجة الطالبين و لعلّ حاجتك لا تقضى.
و قال منصور بن عمّار:
سمعت بعض اللّيالي بالكوفة عابدا يناجي ربّه عزّ و جلّ و هو يقول: يا ربّ و عزّتك
ما أردت بمعصيتك مخالفتك و لا عصيتك إذ عصيتك و أنا بمكانك جاهل و لا لعقوبتك
متعرّض و لا لنظرك مستخفّ و لكن سوّلت لي نفسي و أعانني على ذلك شقوتي و غرّني
سترك المرخى عليّ فأقدمت على معصيتك بجهلي و خالفتك بفعلي فمن عذابك الآن من
يستنقذني أو بحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عنّي وا سوأتاه من الوقوف بين يديك غدا
إذا قيل للمخفّين جوزوا، و للمثقلين: حطّوا، أ مع المخفّين أجوز أم مع المثقلين
أحطّ، و يلي كلّما
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 190