responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 167

«حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا و زنوا أعمالكم بميزان الحياء قبل أن توزنوا» و قال أبو ذر- رحمه اللّه-: ذكر الجنّة موت و ذكر النار موت فوا عجبا لنفس تحيي بين موتين و روى عن يحيى بن زكريّا عليهما السّلام أنّه كان يفكّر في طول اللّيل في أمر الجنّة و النار فيسهر ليلته و لا يأخذه النوم ثمّ يقول عند الصباح: اللّهمّ أين المفرّ و أين المستقرّ اللّهمّ إلّا إليك» [1].

(بيان حقيقة المحاسبة بعد العمل)

اعلم أنّ العبد كما يكون له وقت في أوّل النهار يشارط فيها نفسه على سبيل التوصية بالحقّ فينبغي أن يكون له في آخر النهار ساعة يطالب النفس فيها و يحاسبها على جميع حركاتها و سكناتها و كذلك يفعل التجّار في الدّنيا مع الشركاء في آخر كلّ سنة أو شهر أو يوم حرصا منهم على الدّنيا و خوفا من أن يفوتهم منها ما لو فاتهم لكانت الخيرة لهم في فواته و لو حصل ذلك لهم لكان لا يبقى إلّا أيّاما قلائل فكيف لا يحاسب العاقل نفسه فيما يتعلّق به خطر الشقاوة و السعادة أبد الآباد، ما هذه المساهلة إلّا من الغفلة و الخذلان و قلّة التوفيق نعوذ باللّه منه. و معنى المحاسبة مع الشريك أن ينظر في رأس المال و في الرّبح و الخسران ليتبيّن له الزّيادة و النقصان فإن كان من فضل حاصل استوفاه و شكره و إن كان من خسران طالبه بضمانه و كلّفه تداركه في المستقبل فكذلك رأس مال العبد في دينه الفرائض و ربحه النوافل و الفضائل و خسرانه المعاصي و موسم هذه التجارة جملة النهار و معامله نفسه الأمّارة بالسوء فليحاسبها على الفرائض أوّلا فإن أدّتها على وجهها شكر اللّه عزّ و جلّ عليه و رغّبها في مثلها و إن فوّتها من أصلها طالبها بالقضاء فإن أدّتها ناقصة كلّفها الجبران بالنوافل و إن ارتكبت معصية اشتغل بعتابها و تعذيبها و معاقبتها و استوفى منها ما يتدارك به ما فرط كما يصنع التاجر بشريكه و كما أنّه يفتّش في حساب الدّنيا عن الحبّة و القيراط فيحفظ مداخل الزّيادة و النقصان حتّى لا يغبن في شي‌ء منها فينبغي أن يتّقي غائلة النفس و مكرها فإنّها خدّاعة ملبّسة مكّارة


[1] المصدر الباب الرابع و الثمانون.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست