responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 149

كتاب المراقبة و المحاسبة

(1) و هو الكتاب الثامن من ربع المنجيات من المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه القائم على كلّ نفس بما كسبت، الرّقيب على كلّ جارحة بما اجترحت، المطّلع على ضمائر القلوب إذا هجست، الحسيب عباده على الخواطر إذا اختلجت، الّذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرّة في السماوات و الأرض تحرّكت أو سكنت، المحاسب على النقير و القطمير و القليل و الكثير من الأعمال و إن خفيت، المتفضّل بقبول طاعات العباد و إن صغرت، المتطوّل بالعفو عن معاصيهم و إن كثرت، و إنّما يحاسبهم لتعلم كلّ نفس ما أحضرت و تنظر في ما قدّمت و أخرت فتعلم أنّه لو لا لزومها للمراقبة و المحاسبة في الدّنيا لشقيت في صعيد القيامة و هلكت و بعد المجاهدة و المحاسبة و المراقبة لو لا فضل اللّه بقبول بضاعتها المزجاة لخابت و خسرت، فسبحان من عمّت نعمه كافّة العباد، و شملت و استغرقت رحمته الخلائق في الدّنيا و الآخرة و غمرت، فبنفحات فضله اتّسعت القلوب للإيمان و انشرحت، و بيمن توفيقه تقيّدت الجوارح بالعبادات و تأدّبت، و بحسن هدايته انجلت عن القلوب ظلمات الجهل و انقشعت، و بتأييده و نصرته انقطعت مكايد الشيطان و اندفعت، و بلطف عنايته تترجّح كفّة الحسنات إذا ثقلت، و بتيسيره تيسّرت من الطاعات ما تيسّرت، فمنه العطاء و الجزاء و بحكمه الإبعاد و الإدناء و الإسعاد و الإشقاء.

و الصلاة على محمّد سيّد الأنبياء و على آله سادة الأصفياء و قادة الأتقياء و سلّم كثيرا.

أما بعد فقد قال اللّه تعالى: «وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست