responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 144

إلى خلوص النيّة و هو الإخلاص و كلّ صادق فلا بدّ و أن يكون مخلصا.

الصدق الثالث صدق العزم‌

فإنّ الإنسان قد يقدّم العزم على العمل فيقول في نفسه: إن رزقني اللّه مالا تصدّقت بجميعه أو بشطره، و إذا لقيت عدوّا في سبيل اللّه قاتلته و لم أبال و إن قتلت، و إن أعطاني اللّه ولاية عدلت فيها و لم أعص اللّه بظلم و ميل إلى خلق، فهذه العزيمة قد يصادفها في نفسه و هي عزيمة جازمة صادقة و قد يكون في عزمه نوع ميل و تردّد و ضعف يضادّ الصّدق في العزيمة فكان الصدق هاهنا عبارة عن التمام و القوّة كما يقال: لفلان شهوة صادقة و يقال هذا المريض شهوته كاذبة مهما لم تكن شهوته عن سبب ثابت قويّ أو كانت ضعيفة فقد يطلق الصدق و يراد به هذا المعنى فالصادق و الصدّيق هو الّذي تصادف عزيمته في الخيرات كلّها قويّة تامّة ليس فيها ميل و لا ضعف و لا تردّد بل تسخو نفسه أبدا بالعزم المصمّم الجازم على الخيرات.

الصدق الرابع في الوفاء بالعزم‌

فإنّ النفس قد تسخو بالعزم في الحال إذ لا مشقّة في الوعد و العزم و المئونة فيه خفيفة فإذا حقّت الحقائق و حصل التمكّن و هاجت الشهوات انحلّت العزيمة و غلبت الشهوة و لم يتّفق الوفاء بالعزم و هذا يضادّ الصدق فيه و لذلك قال تعالى: «رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ» [1].

الصّدق الخامس في الأعمال‌

و هو أن يجتهد حتّى لا تدلّ أعماله الظاهرة على أمر في باطنه لا يتّصف هو به لا بأن يترك الأعمال و لكن بأن يستجرّ الباطن إلى تصديق الظاهر، و هذا يخالف ما ذكرناه من ترك الرّياء لأنّ المرائي هو الّذي يقصد ذلك لأجل الخلق، و ربّ واقف على هيئة الخشوع في صلاته ليس يقصد به مشاهدة غيره و لكن قلبه غافل عن الصلاة فمن ينظر إليه يراه قائما بين يدي اللّه عزّ و جلّ و هو بالباطن قائم في السوق بين يدي شهوة من شهواته فهذه أعمال تعرب بلسان الحال عن الباطن إعرابا هو فيه كاذب و هو مطالب بالصدق في الأعمال و كذلك قد يمشي الرّجل على هيئة السكون و الوقار و ليس باطنه موصوفا بذلك فهذا


[1] الأحزاب: 23.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 144
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست