responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 130

انضافت إليه خطرة من هذه الخطرات حتّى صار العمل عليه أخفّ بسبب هذه الأمور فقد خرج عمله عن حدّ الإخلاص و خرج عن أن يكون خالصا لوجه اللّه تعالى و تطرّق الشرك إليه و قد قال تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشركة، و بالجملة كلّ حظّ من حظوظ الدّنيا تستريح إليه النفس و يميل إليه القلب قلّ أم كثر إذا تطرّق العمل تكدّر به صفوه و زال به إخلاصه و الإنسان مرتبط في حظوظه منغمس في شهواته قلّما ينفكّ فعل من أفعاله و عبادة من عباداته عن حظوظ و أغراض عاجلة من هذه الأجناس فلذلك قيل: من سلمت له في عمره خطوة واحدة خالصة لوجه اللّه تعالى نجا و ذلك لعزّة الإخلاص و عسر تنقية القلب عن هذه الشوائب بل الخالص هو الّذي لا باعث عليه إلّا طلب القرب من اللّه تعالى و هذه الحظوظ إن كانت هي الباعثة وحدها فلا يخفى شدّة الأمر على صاحبها و إنّما نظرنا فيما إذا كان القصد الأصلي هو التقرّب و انضافت هذه الأمور إليه، ثمّ هذه الشوائب إمّا أن تكون في رتبة الموافقة أو في رتبة المشاركة أو في رتبة المعاونة كما سبق في النيّة، و بالجملة فامّا أن يكون الباعث النفسي مثل الباعث الدّيني أو أقوى منه أو أضعف و لكلّ واحد حكم آخر كما سنذكره و إنّما الإخلاص تخليص العمل عن هذه الشوائب كلّها قليلها و كثيرها حتّى يتجرّد فيه قصد التقرّب فلا يكون فيه باعث سواه و هذا لا يتصوّر إلّا من محبّ للَّه عزّ و جلّ مستهتر به، مستغرق الهمّ بالآخرة بحيث لم يبق لحبّ الدّنيا في قلبه قرار حتّى لا يحبّ الأكل و الشرب أيضا بل تكون رغبته فيه كرغبته في قضاء الحاجة من حيث إنّه ضرورة الجبلّة فلا يشتهي الطعام لأنّه طعام بل لأنّه يقوّيه على عبادة اللّه و يتمنّى أن لو كفى شرّ الجوع حتّى لا يحتاج إلى الأكل فلا يبقى في قلبه حظّ من الفضول الزائدة على الضرورة و يكون قدر الضرورة مطلوبا عنده لأنّه ضرورة دينه فلا يكون له همّ إلّا لدينه، فمثل هذا الشخص لو أكل أو شرب أو قضى حاجته كان خالص العمل صحيح النيّة في جميع حركاته و سكناته، فلو نام مثلا ليريح نفسه ليتقوّى على العبادة بعده كان نومه عبادة و كانت له درجة المخلصين فيه، و من ليس كذلك فباب الإخلاص في العمل كالمسدود عليه إلّا على‌

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست