نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 126
أبي طالب عليه السّلام:
لا «تهتمّوا لقلّة العمل اهتمّوا للقبول فإنّ النبيّ عليه السّلام قال لمعاذ بن
جبل أخلص العمل يجزك منه القليل»[1]و قال عليه السّلام: «ما من عبد يخلص العمل
للَّه تعالى أربعين يوما إلّا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه»[2]و قال
عليه السّلام «أوّل من يسأل يوم القيامة ثلاث: رجل آتاه اللّه العلم فيقول اللّه
تعالى: ما ذا صنعت فيما علمت؟ فيقول: يا ربّ كنت أقوم به آناء اللّيل و النهار،
فيقول اللّه عزّ و جلّ:
كذبت، و تقول الملائكة:
كذبت بل أردت أن يقال: فلان عالم، ألا فقد قيل ذلك، و رجل آتاه اللّه مالا فيقول
اللّه تعالى: قد أنعمت عليك فما ذا صنعت؟ فيقول: يا ربّ كنت أتصدّق به آناء اللّيل
و النهار، فيقول اللّه عزّ و جلّ: كذبت، و تقول الملائكة: كذبت أردت أن يقال: فلان
جواد، ألا فقد قيل ذلك، و رجل قتل في سبيل اللّه فيقول اللّه تعالى: ما ذا صنعت؟
فيقول: أمرت بالجهاد فقاتلت في سبيلك حتّى قتلت، فيقول اللّه عزّ و جلّ: كذبت، و
تقول له الملائكة: كذبت بل أردت أن يقال: فلان شجاع، ألا فقد قيل ذلك»[1].
و في الإسرائيليّات أنّ
عابدا كان يعبد اللّه دهرا طويلا فجاءه قوم فقالوا:
إنّ هاهنا قوما يعبدون
شجرة من دون اللّه تعالى فغضب لذلك فأخذ فأسه على عاتقه و قصد الشجرة ليقطعها،
فاستقبله إبليس في صورة شيخ فقال: أين تريد رحمك اللّه قال: أريد أن أقطع هذه
الشجرة قال: و ما أنت و ذاك تركت عبادتك و اشتغالك بنفسك و تفرّغت لغير ذلك، فقال:
إنّ هذا من عبادتي قال: فإنّي لا أتركك أن تقطعها فقاتله فأخذه العابد و طرحه على
الأرض و قعد على صدره فقال له: إبليس أطلقني حتّى أكلّمك فقام عنه فقال له: إبليس
يا هذا إنّ اللّه عزّ و جلّ قد أسقط عنك هذا و لم يفرضه عليك و ما تعبدها أنت و ما
عليك من غيرك و للَّه تعالى أنبياء
[1] أخرجه ابن أبي الدنيا
في الإخلاص و الحاكم في المستدرك بلفظ «أخلص نيتك» بسند صحيح من حديث معاذ كما في
الجامع الصغير.
[2] أخرجه أبو نعيم في
الحلية بسند ضعيف و فيه «من أخلص للَّه». و روى الكليني نحوه عن أبي جعفر عليه
السلام في الكافي ج 2 ص 16 و يأتي.