responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 121

الطعام حتّى فرغ منه فتعجّبوا منه لما علموا من سخائه و زهده و ظنّوا أنّ الخير في طلب المساعدة في الطعام فقال: إنّي أعمل لقوم باجرة و قدّموا إليّ الرّغيفين لأتقوّى بهما على عملهم فلو أكلتم معي لم يكفكم و لم يكفني و ضعفت عن عملهم.

فالبصير هكذا ينظر إلى البواطن بنور اللّه فإنّ ضعفه عن العمل نقص في فرض و ترك الدّعوة نقص في فضل و لا حكم للفضائل مع الفرائض، فهكذا ينبغي أن يتفقّد العبد نيّته في سائر الأعمال فلا يقدم و لا يحجم إلّا بنيّة فإن لم تحضره النيّة توقّف فإنّ النيّة لا تدخل تحت الاختيار.

(بيان أنّ النيّة غير داخلة تحت الاختيار)

اعلم أنّ الجاهل يسمع ما ذكرناه من الوصيّة بتحسين النيّة و تكثيرها مع قوله عليه السّلام: الأعمال بالنيّات فيقول في نفسه عند تدريسه أو تجارته أو أكله: نويت أن أدرس للَّه تعالى أو أتّجر أو آكل و يظنّ أنّ ذلك نيّة و هيهات فذلك حديث نفس أو حديث لسان أو فكرة و انتقال من خاطر إلى خاطر، و النيّة بمعزل عن جميع ذلك و إنّما النيّة انبعاث النفس و توجّهها و ميلها إلى ما ظهر لها أنّ فيه غرضها إمّا عاجلا أو آجلا و الميل إذا لم يكن لا يمكن اختراعه و اكتسابه بمجرّد الارادة بل ذلك كقول الشبعان: نويت أن اشتهى الطعام و أميل إليه أو قول الفارغ: نويت إن أعشق فلانا و أحبّه و أعظمه بقلبي و ذلك محال بل لا طريق إلى اكتساب صرف القلب إلى الشي‌ء و ميله إليه و توجّهه نحوه إلّا باكتساب أسبابه و ذلك ممّا قد يقدر عليه و قد لا يقدر عليه و إنّما ينبعث النفس إلى الفعل إجابة للغرض الباعث الموافق للنفس الملائم لها و ما لم يعتقد الإنسان أنّ غرضه منوط بفعل من الأفعال فلا يتوجّه نحوه قصده و ذلك ممّا لا يقدر على اعتقاده في كلّ حين، و إذا اعتقد فإنّما يتوجّه القلب إذا كان فارغا غير مصروف عنه بغرض شاغل أقوى منه و ذلك لا يمكن في كلّ وقت و الدّواعي و الصوارف لها أسباب كثيرة بها تجتمع و يختلف ذلك بالأشخاص و الأحوال و الأعمال فإذا غلبت شهوة النكاح و لم يعتقد غرضا صحيحا في الولد دينا و لا دنيا لم يمكنه إن يواقع على نيّة الولد بل لا يمكن إلّا على نيّة قضاء الشهوة إذ النيّة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست