نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 1
الجزء الثّامن
الفهارس الفنّية
فهرس الاعلام
فهرس الاماكن
فهرس القبائل و الطوائف
فهرس الكتب و المآخذ
عبد يوم القيامة بين يدي
اللّه عزّ و جلّ حتّى يسأله عن أربع خصال عن عمره فيما أفناه، و عن عمله ما ذا عمل
به، و عن جسده فيما أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، فأعظم يا مسكين
بحيائك عند ذلك و بخطرك فإنّك بين أن يقال لك سترتها عليك في الدّنيا و أنا أغفرها
لك اليوم فعند ذلك يعظم سرورك و فرحك و يغبطك الأوّلون و الآخرون و بين أن يقال
للملائكة: خذوا هذا العبد السّوء فغلّوه ثمّ الجحيم صلّوه، و عند ذلك لو بكت عليك
السّماوات و الأرض لكان ذلك جديرا بعظيم مصيبتك و شدّة حسرتك على ما فرّطت فيه من
طاعة اللّه و على ما بعت آخرتك من دنيا دنيّة لم تبق معك؟!.
(صفة الميزان)
ثمّ لا تغفل عن الفكر في
الميزان و تطاير الكتب إلى الأيمان و الشمائل فإنّ النّاس بعد السؤال ثلاث فرق
فرقة ليس لهم حسنة فيخرج من النّار عنق أسود فيلتقطهم لقط الطير الحبّ و ينطوي
عليهم و يلقيهم في النّار فتبتلعهم النّار و ينادي عليهم بشقاوة لا سعادة بعدها، و
قسم آخر لا سيّئة لهم فينادي مناد ليقم الحامدون للَّه على كلّ حال فيقومون و
يسرحون إلى الجنّة، ثمّ يفعل ذلك بأهل قيام اللّيل، ثمّ بمن لم يشغله تجارة و لا
بيع عن ذكر اللّه تعالى و ينادي عليهم بسعادة لا شقاوة بعدها، و يبقى قسم ثالث و
هم الأكثرون خلطوا عملا صالحا و آخر سيّئا و قد يخفى عليهم و لا يخفى على اللّه
أنّ الغالب حسناتهم أو سيّئاتهم و لكن يأبى اللّه إلّا أن يعرّفهم حقيقة ذلك ليبيّن
فضله عند العفو و عدله عند العقاب، فتطاير الصحف و الكتب منطوية على الحسنات و
السيّئات و ينصب الميزان و تشخص الأبصار إلى الكتب أ تقع في اليمين أو في الشمال،
ثمّ إلى لسان الميزان أ يميل إلى جانب السيّئات أو إلى جانب الحسنات، و هذه حالة
هائلة تطيش فيها عقول الخلائق، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في
يوم القيامة: «إنّه يوم ينادي اللّه تعالى فيه آدم عليه السّلام فيقول: قم يا آدم
فابعث بعث النار، فيقول:
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 1