نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 7 صفحه : 83
الطبقة الرّابعة: أن يتوب و يجري مدّة على
الاستقامة ثمّ يعود
إلى مقارفة الذّنب أو الذّنوب من غير أن
يحدّث نفسه بالتوبة و من غير أن يتأسّف على فعله بل ينهمك انهماك الغافل في اتّباع
الشهوات فهذا من جملة المصرّين و هذه النفس هي النفس الأمّارة بالسوء الفرّارة من
الخير و يخاف على هذا سوء الخاتمة و أمره في مشيّة اللّه، فإن ختم له بالسوء شقي
شقاوة لا آخر لها و إن ختم له بالحسنى حتّى مات على التوحيد فينتظر له الخلاص من
النار و لو بعد حين و لا يستحيل أن يشمله عموم العفو بسبب خفيّ لا نطّلع عليه كما
لا يستحيل أن يدخل الإنسان خرابا ليجد كنزا فيتّفق أن يجده و لا أن يجلس في البيت
ليجعله اللّه عالما بالعلوم من غير تعلّم كما كان للأنبياء عليهم السّلام فطلب
المغفرة بالطاعات كطلب العلم بالجهد و التكرار و طلب المال بالتجارة و ركوب البحار
و طلبها بمجرّد الرّجاء مع خراب الأعمال كطلب الكنوز في المواضع الخربة و طلب
العلوم من تعليم الملائكة، و ليت من اجتهد تعلّم، و ليت من اتّجر استغنى، و ليت من
صام و صلّى غفر له، فالناس كلّهم محرومون إلّا العالمون و العالمون كلّهم محرومون
إلّا العاملون و العاملون كلّهم محرومون إلّا المخلصون و المخلصون على خطر عظيم، و
كما أنّ من خرّب بيته و ضيّع ماله و ترك نفسه و عياله جياعا يزعم أنّه ينتظر فضل
اللّه بأن يرزقه كنزا يجده تحت الأرض في بيته الخرب يعدّ عند ذوي البصائر من
الحمقى و المغرورين و إن كان ما ينتظره غير مستحيل في قدرة اللّه تعالى و فضله
فكذلك من ينتظر المغفرة من فضل اللّه و هو مقصّر عن الطاعة مصرّ على الذّنوب غير
سالك سبيل المغفرة معدود عند أرباب القلوب من المعتوهين، و العجب من عقل هذا
المعتوه و ترويجه حماقته في صيغة حسنة إذ يقول: إنّ اللّه كريم و جنّته ليست تضيق
عن مثلي و معصيتي ليست تضرّه ثمّ تراه يركب البحار و يقتحم الأوعار في طلب دينار و
إذا قيل له: إنّ اللّه كريم و دنانير خزائنه ليست تقصر عن فقرك و كسلك بترك
التجارة ليس يضرّك فاجلس في بيتك فعساه يرزقك من حيث لا تحتسب يستحمق قائل هذا
الكلام و يستهزئ و يقول: ما هذا الهوس؟ السماء لا تمطر ذهبا و لا فضّة و إنّما
ينال ذلك بالكسب هكذا قدّره رب
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 7 صفحه : 83