نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 7 صفحه : 381
أبدأ بالعطاء قبل المسئلة ثمّ اسأل فلا أجيب
سائلي أ بخيل أنا فيبخّلني عبدي[1]أو ليس الجود و الكرم لي، أو ليس العفو و الرّحمة
بيدي أو ليس أنا محلّ الآمال فمن يقطعها دوني، أ فلا يخشى المؤمّلون أن يؤمّلوا
غيري فلو أنّ أهل سماواتي و أهل أرضي أمّلوا جميعا، ثمّ أعطيت كلّ واحد منهم مثل
ما أمّل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرّة و كيف ينقص ملك أنا قيّمه فيا بؤسا [2]للقانطين من رحمتي و يا بؤسا لمن عصاني و لم يراقبني»[1].
و عنه عليه السّلام «إنّ الغنى و العزّ يجولان
فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا»[2].
و عن الكاظم عليه السّلام في قول اللّه تعالى: «وَ
مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ»[3] فقال:
التوكّل على اللّه على درجات منها أن تتوكّل
على اللّه في أمورك كلّها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم أنّه لا يألوك خيرا و
فضلا و تعلم أنّ الحكم في ذلك له فتوكّل على اللّه بتفويض ذلك إليه وثق به فيها و
في غيرها».
(بيان حقيقة التوحيد الّذي هو أصل التوكّل)
اعلم أنّ التوكّل من أبواب الإيمان و جميع
أبواب الإيمان لا ينتظم إلّا بعلم و حال و عمل و التوكّل كذلك ينتظم من علم هو
الأصل، و من عمل هو الثمرة، و حال هو المراد باسم التوكّل فلنبدأ ببيان العلم
الّذي هو الأصل و هو المسمّى إيمانا في أصل اللّسان، إذ الإيمان هو التصديق و كلّ
تصديق بالقلب فهو علم و إذا قوي سمّي يقينا و لكن أبواب اليقين كثيرة و نحن إنّما
نحتاج منها إلى ما يبتني عليه التوكّل و هو التوحيد الّذي يترجمه قولك: «لا إله
إلّا اللّه وحده لا شريك له» و الإيمان بالقدرة الّتي يترجم عنها قولك: «لَهُ
الْمُلْكُ»* و الإيمان بالجود و الحكمة الّذي يدلّ عليه قولك: