responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 370

دينه فله مدخل في الزّهد بقدر ما تركه و آخره أن يترك كلّ ما سوى اللّه حتّى لا يتوسّد حجرا كما فعله عيسى عليه السّلام، فنسأل اللّه تعالى أن يرزقنا من مباديه نصيبا و إن قلّ فإنّ أمثالنا لا يستجري على الطمع في غاياته و إن كان قطع الرّجاء عن فضل اللّه غير مأذون فيه، و إذا لا حظنا عجائب نعم اللّه علينا علمنا أنّ اللّه لا يتعاظمه أمر فلا يبعد أن نعظم السؤال اعتمادا على الجود المجاوز لكلّ كمال فإذن علامة الزّهد استواء الغنى و الفقر و العزّ و الذّلّ و المدح و الذّمّ لأجل غلبة الانس باللّه، و يتفرّع عن هذه العلامات علامات أخر لا محالة، مثل أن يترك الدّنيا و لا يبالي من أخذها، و قيل: علامته أن يترك الدّنيا كما هي فلا يقول أبني رباطا أو أعمر مسجدا، و قال يحيى ابن معاذ: علامة الزّهد السخاء بالموجود، و قال ابن خفيف: علامته وجود الرّاحة في الخروج من الملك، و قال أيضا: الزّهد هو عزوف النفس عن الدّنيا بلا تكلّف.

فهذا ما أردنا أن نذكره من حقيقة الزّهد و أحكامه، و إذا كان الزّهد لا يتمّ إلّا بالتوكّل فلنشرع في بيانه.

(1) أقول: و لنأت الآن بما وعدناه من ذكر كلام الصادق عليه السّلام‌

(كلام الصادق عليه السّلام في الزّهد)

روى في الكافي عن عليّ بن إبراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: «دخل سفيان الثوريّ على أبي عبد اللّه عليه السّلام فرأى عليه ثياب بيض كأنّها غرقئ البيض[1]فقال له: إنّ هذا اللّباس ليس من لباسك، فقال له: اسمع منّي و ع ما أقول لك فإنّه خير لك عاجلا و آجلا إن أنت متّ على السنّة و الحقّ[2]و لم تمت على بدعة، أخبرك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان في زمان مقفر جدب[3]فأمّا إذا أقبلت الدّنيا فأحقّ أهلها بها أبرارها لا فجّارها، و مؤمنوها لا منافقوها، و مسلموها لا


[1] الغرقى‌ء- كزبرج-: القشرة الملتزمة ببياض البيض او البياض الذي يؤكل، قال الفراء: و همزته زائدة. (الصحاح).

[2] اى انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون إذا تركت البدع.

[3] القفر: خلو الأرض من الماء و الجدب: انقطاع المطر و يبس الأرض.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست