و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لرجل:
«ازهد في الدّنيا يحبّك اللّه، و ازهد فيما في أيدي الناس يحبّك الناس»[1].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من
أراد أن يؤتيه اللّه علما بغير تعلّم، و هدى بغير هداية، فليزهد في الدّنيا»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من
اشتاق إلى الجنّة سارع إلى الخيرات، و من خاف من النّار لها عن الشهوات، و من
ترقّب الموت ترك اللّذّات. و من زهد في الدّنيا هانت عليه المصيبات»[3] و جميع
الأخبار الواردة في مدح بغض الدّنيا و ذمّ حبّها لا يمكن حصرها فإنّ الأنبياء ما
بعثوا إلّا لصرف الناس عن الدّنيا إلى الآخرة فإليه يرجع أكثر كلامهم مع الخلق و
فيما أوردناه كفاية.
[من طريق الخاصّة]
أقول: و جلّ ما أورده وارد من طريق الخاصّة
أيضا و ما ورد فيه أيضا أكثر من أن يحصى و قد أوردنا نبذا من ذلك في كتاب ذمّ
الدّنيا من ربع المهلكات و لنقتصر هاهنا على ثلاث روايات ففي الكافي عن أبي عبيدة
الحذّاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام بقول:
«قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: قال اللّه: إنّ من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال[2]
[1] أخرجه الديلمي في مسند الفردوس و
البيهقي في الشعب بدون قوله: و رغبة في الآخرة» و زاد في أوله. «فقهه في الدين» من
حديث محمد بن كعب القرظي مرسلا كما في الجامع الصغير.
[2] «خفيف الحال» أي قليل المال و الحظ من
الدنيا، و في بعض نسخ الحديث بالمهملة بمعنى سوء العيش و قلة المال و لعل الصحيح
«خفيف الحاذ» و في النهاية:
«و فيه أغبط الناس المؤمن الخفيف الحاذ،
الحاذ و الحال واحد و أصل الحاذ طريقة المتن و هو ما يقع عليه اللبد من ظهر الفرس
أي خفيف الظهر من العيال و منه الحديث «ليأتين على الناس زمان يغبط فيه الرجل بخفة
الحاذ ..».