responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 331

متساويين.

قال: و قد قال عليّ عليه السّلام: «إنّ للَّه عقوبات بالفقر و مثوبات بالفقر فمن علامة الفقر إذا كان مثوبة أن يحسن عليه خلقه و يطيع به ربّه و لا يشكو حاله و يشكر اللّه على فقره، و من علاماته إذا كان عقوبة أن يسي‌ء عليه خلقه و يعصي به ربّه و يكثر الشكاية و يتسخّط بالقضاء» و هذا يدلّ على أنّ كلّ فقير فليس بمحمود بل الّذي لا يتسخّط أو يرضى أو يفرح بالفقر يرضى لعلمه بثمرته إذ قيل ما أعطى عبد شيئا من الدّنيا إلّا قيل له:

خذه على ثلاثة أثلاث: شغل و همّ و طول حساب، و أمّا أدب ظاهره فأن يظهر التعفّف و التجمّل و لا يظهر الشكوى و الفقر بل يستر فقره و يستر أنّه يستره ففي الحديث «إنّ اللّه يحبّ الفقير المتعفّف أبا العيال» [1] و قال تعالى: «يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ» [2] و قيل: أفضل الأعمال التجمّل عند المحنة. و قال بعضهم: ستر الفقر من كنوز البر. و أمّا أدبه في مخالطته فأن لا يتواضع لغنيّ لأجل غناه بل يتكبّر عليه قال عليّ عليه السّلام: «ما أحسن تواضع الغنيّ للفقير رغبة في ثواب اللّه و أحسن منه تيه الفقير على الغنيّ ثقة باللّه عزّ و جلّ» فهذه رتبة الفقير و أقلّ منها أن لا يخالط الأغنياء و لا يرغب في مجالستهم لأنّ ذلك من مبادي الطمع. قال بعض العارفين: إذا مال الفقير إلى الأغنياء انحنت عروته، فإذا طمع فيهم انقطعت عصمته، فإذا سكن إليهم ضلّ.

و ينبغي أن لا يسكت عن ذكر الحقّ مداهنة للأغنياء و طمعا في العطاء.

و أمّا أدبه في أفعاله فأن لا يفتّر بسبب الفقر عن عبادة اللّه و لا يمنع بذل قليل ما يفضل عنه فإنّ ذلك جهد المقلّ و فضله أكثر من أموال كثيرة تبذل عن ظهر غنى قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «درهم من الصدقة أفضل عند اللّه من مائة ألف درهم. قيل: و كيف ذلك يا رسول اللّه؟ قال: أخرج رجل من عرض ماله مائة ألف فتصدّق بها، و أخرج رجل درهما من درهمين لا يملك غيرهما طيبة به نفسه فصار صاحب الدّرهم أفضل من صاحب مائة ألف»[1]و ينبغي أن لا يدّخر مالا بل يأخذ قدر الحاجة و يخرج الباقي.


[1] أخرجه النسائي ج 5 ص 59 كتاب الزكاة باب جهد المقل و قوله عليه السّلام:

«عرض ماله» بضم العين المهملة و سكون الراء أي جانبه.


[1] تقدم كرارا.

[2] البقرة: 273.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست