نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 7 صفحه : 267
كان هذا في الدّنيا بأكثر منّي عبادة فرفعته
عليّ في علّيّين؟ فيقول اللّه سبحانه:
إنّه كان يسألني في الدّنيا الدّرجات العلى
و أنت كنت تسألني النجاة من النار فأعطيت كلّ عبد سؤله. و هذا يدلّ على أنّ
العبادة على الرّجاء أفضل لأنّ المحبّة أغلب على الرّاجي منها على الخائف فكم من
فرق في الملوك بين من يخدم اتّقاء لعقابه و بين من يخدم ارتجاء لإنعامه و إكرامه.
و لذلك أمر اللّه تعالى بحسن الظنّ و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«سلوا اللّه الدّرجات العلى فإنّما تسألون كريما»[1].
و قال: «إذا سألتم اللّه فأعظموا الرّغبة و
اسألوا الفردوس الأعلى فإنّ اللّه لا يتعاظمه شيء»[2].
و قال يحيى بن معاذ في مناجاته: يكاد رجائي
لك من الذّنوب يغلب رجائي إيّاك مع الأعمال لأنّي أعتمد في الأعمال على الإخلاص و
كيف أحرزها و أنا بالآفة معروف و أجدني في الذّنوب أعتمد على عفوك و كيف لا تغفرها
و أنت بالجود موصوف.
و قيل: إنّ مجوسيّا استضاف إبراهيم الخليل
عليه السّلام فقال: إن أسلمت أضفتك فمرّ المجوسيّ فأوحى اللّه تعالى إلى إبراهيم
يا إبراهيم لم تطعمه إلّا بتغيير دينه و نحن منذ سبعين سنة نطعمه على كفره فلو
أضفته ليلة ما ذا كان عليك، فمرّ إبراهيم يسعى خلف المجوسيّ فردّه و أضافه فقال
المجوسيّ: ما السبب فيما بدا لك؟ فذكر له، فقال المجوسيّ: أ هكذا يعاملني، ثمّ
قال: اعرض عليّ الإسلام فأسلم. و قيل:
كان رجل شرّيب جمع قوما من ندمائه و دفع إلى
غلام له أربعة دراهم و أمره أن يشتري شيئا من الفواكه للمجلس، فمرّ الغلام بباب
منصور بن عمّار و هو يسأل لفقير شيئا و يقول: من دفع إليه أربعة دراهم دعوت له
أربع دعوات، قال: فدفع الغلام الدّراهم إليه فقال منصور: ما الّذي تريد أن أدعو لك
فقال: لي سيّد أريد
[1] قال العراقي: لم أجده بهذا اللفظ و
للترمذي من حديث ابن مسعود «سلوا اللّه من فضله ان اللّه يحب أن يسئل».
[2] روى نحوه مسلم ج 8 ص 63 من حديث أبي
هريرة. و في سنن الترمذي ج 10 ص 7 في ذيل حديث عن معاذ بن جبل «فإذا سألتم اللّه
فسلوه الفردوس».
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 7 صفحه : 267