responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 249

(بيان حقيقة الرّجاء)

اعلم أنّ الرّجاء من جملة مقامات السالكين و أحوال الطالبين و إنّما يسمّى الوصف مقاما إذا ثبت و أقام، و إنّما يسمّى حالا إذا كان عارضا سريع الزّوال و كما أنّ الصفرة تنقسم إلى ثابتة كصفرة الذهب و إلى سريعة الزّوال كصفرة الوجل و إلى ما هو بينهما كصفرة المريض، فكذلك صفات القلب تنقسم إلى هذه الأقسام فالّذي هو غير ثابت يسمّى حالا لأنّه يحول على القرب و هذا جار في كلّ وصف من أوصاف القلب، و غرضنا الآن حقيقة الرّجاء فالرّجاء أيضا يتمّ من علم و حال و عمل فالعلم سبب يثمر الحال و الحال يقتضي العمل و كان الرّجاء اسم للحال من جملة الثلاثة، بيانه أنّ كلّ ما يلاقيك من مكروه و محبوب ينقسم إلى موجود في الحال و إلى موجود فيما مضى و إلى منتظر في الاستقبال فإذا خطر ببالك موجود فيما مضى سمّي ذكرا و تذكّرا، و إن كان ما خطر ببالك موجودا في الحال سمّي وجدا و ذوقا و إدراكا، إنّما سمّي وجدا لأنّها حالة تجدها من نفسك، و إن كان قد خطر ببالك وجود شي‌ء في الاستقبال و غلب ذلك على قلبك سمّي انتظارا و توقّعا، فإن كان المنتظر مكروها حصل منه ألم في القلب يسمّى خوفا و إشفاقا، و إن كان محبوبا حصل من انتظاره و تعلّق القلب به و اخطار وجوده بالبال لذّة في القلب و ارتياح يسمّى ذلك الارتياح رجاء.

فالرّجاء هو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عنده و لكن ذلك المحبوب المتوقّع لا بدّ و أن يكون له سبب فإن كان انتظاره لأجل حصول أكثر أسبابه فاسم الرّجاء عليه صادق، و إن كان ذلك انتظارا مع انخرام أسبابه و اضطرابها فاسم الغرور و الحمق عليه أصدق من اسم الرّجاء، و إن لم تكن الأسباب معلومة الوجود و لا معلومة الانتفاء فاسم التمنّي أصدق على انتظاره لأنّه انتظار من غير سبب، و على كلّ حال فلا يطلق اسم الرّجاء و الخوف إلّا على ما يتردّد فيه أمّا ما يقطع به فلا، إذ لا يقال أرجو طلوع الشمس وقت الطلوع و أخاف غروبها وقت الغروب لأنّ ذلك مقطوع به، نعم يقال: أرجو نزول المطر و أخاف انقطاعه و قد علم أرباب‌

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 249
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست