responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 220

أرسله على وجه مساويه، فأظهر الجميل و ستر القبيح و أخفى ذلك عن أعين الخلق و خصّص علمه به حتّى لا يطّلع عليها أحد فهذه ثلاثة من النعم خاصّة يعترف بها كلّ عبد إمّا مطلقا و إمّا في بعض الأمور، فلننزل عن هذه الطبقة إلى طبقة أخرى أعمّ منها قليلا، فنقول: ما من عبد إلّا و قد رزقه اللّه في صورته أو شخصه أو أخلاقه أو صفاته أو أهله أو ولده أو مسكنه أو بلده أو رفيقه أو أقاربه أو عزّه أو جاهه أو في سائر محابّه أمورا لو سلب ذلك منه و أعطي ما خصّص به غيره لكان لا يرضى به و ذلك مثل أن جعل مؤمنا لا كافرا، و حيّا لا جمادا، و إنسانا لا بهيمة، و ذكرا لا انثى، و صحيحا لا مريضا، و سليما لا معيبا، فإنّ هذه كلّها خصائص و إن كان فيها عموم أيضا فإنّ هذه الأحوال لو بدّلت بأضدادها لم يرض به، بل له أمور لا يبدلها بأحوال الآدميّين أيضا و ذلك إمّا أن يكون بحيث لا يبدله بما خصّ به أحد من الخلق أو لا يبدله بما خصّ به الأكثر فإذا كان لا يبدل حال نفسه بحال غيره فإذن حاله أحسن من حال غيره و إذا كان لا يعرف شخص يرتضى لنفسه حالة بدلا عن حال نفسه إمّا على الجملة و إمّا في أمر خاصّ فإذن للَّه تعالى عليه نعم ليست له على أحد من عباده سواه و إن كان يبدل حال نفسه بحال بعضهم دون البعض فلينظر إلى عدد المغبوطين عنده فإنّه لا محالة يراهم أقلّ بالإضافة إلى غيرهم فيكون من دونه في الحال أكثر بكثير ممّن هو فوقه فما باله ينظر إلى من هو فوقه ليزدري نعم اللّه على نفسه و لا ينظر إلى من دونه ليستعظم نعم اللّه تعالى عليه و ما باله لا يسوي دنياه بدينه أ ليس إذا لامته نفسه على سيّئة يقارفها يعتذر إليها بأنّ في الفسّاق كثرة فينظر أبدا في الدّين إلى من دونه لا إلى من فوقه فلم لا يكون نظره في الدّنيا كذلك فإذا كان حال أكثر الخلق في الدّين خيرا منه و حاله في الدّنيا خير من حال أكثر الخلق فكيف لا يلزمه الشكر.

و لهذا قال عليه السّلام: «من نظر في الدّنيا إلى من هو دونه و نظر في الدّين إلى من هو فوقه كتبه اللّه صابرا شاكرا، و من نظر في الدّنيا إلى من هو فوقه و في الدّين إلى من هو دونه لم يكتبه اللّه صابرا و لا شاكرا» [1] فإذن كلّ من اعتبر حال نفسه‌


[1] أخرجه الترمذي ج 9 ص 317 بسند حسن غريب من حديث عبد اللّه بن عمر و.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست