responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 192

وجود إلهيّ يسنح في الباطن يقوى به الإنسان على تحرّي الخير و تجنّب الشرّ حتّى يصير كمانع من باطنه غير محسوس و إيّاه عنى بقوله تعالى: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى‌ بُرْهانَ رَبِّهِ» [1] فهذه هي مجامع النعم و لن تتثبّت إلّا بما يخوّله اللّه من الفهم الصافي الثاقب و السمع الواعي و القلب البصير المتواضع المراعي و المعلّم الناصح، و المال الزّائد على ما يقصر عن المهمّات بقلّته، القاصر عمّا يشغل عن الدّين بكثرته، و العزّ الّذي يصونه عن سفه السفهاء و ظلم الأعداء و يستدعي كلّ واحد من هذه الأسباب الستّة عشر أسبابا و تستدعي تلك الأسباب أسبابا إلى أن تنتهي بالآخرة إلى دليل المتحيّرين و ملجأ المضطرّين و ذلك ربّ الأرباب و مسبّب الأسباب، و إذا كانت تلك الأسباب طويلة لا يحتمل مثل هذا الكتاب استقصاءها فلنذكر منها أنموذجا ليعلم به معنى قوله تعالى: «وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» [2].

(بيان وجه الانموذج في كثرة نعم اللّه) (و تسلسلها و خروجها عن الحصر و الإحصاء)

اعلم أنّا جمعنا النعم في ستّة عشر ضربا و جعلنا صحّة البدن نعمة من النعم الواقعة في الرّتبة المتأخّرة، فهذه النعمة الواحدة لو أردنا أن نستقصي الأسباب الّتي بها تمّت هذه النعمة لم نقدر عليها و لكنّ الأكل أحد أسباب الصحّة فلنذكر نبذة من جملة الأسباب الّتي بها تتمّ نعمة الأكل، و لا يخفى أنّ الأكل فعل و كلّ فعل من هذا النوع فهو حركة و كلّ حركة فلا بدّ لها من جسم متحرّك هو آلتها و لا بدّ لها من قدرة على الحركة، و لا بدّ له من إرادة للحركة و لا بدّ من علم بالمراد و إدراك له و لا بدّ للأكل من مأكول و لا بدّ للمأكول من أصل منه يحصل و لا بدّ له من صانع يصلحه، فلنذكر أسباب الإدراك، ثمّ أسباب الإرادة، ثمّ أسباب القدرة، ثمّ أسباب المأكول على سبيل التلويح لا على سبيل الاستقصاء.

الطرف الأوّل في نعم اللّه تعالى في خلق أسباب الإدراك‌

اعلم أنّ اللّه تعالى-


[1] يوسف: 24.

[2] إبراهيم: 34.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست