responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 142

و قال: «وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» [1].

و أما الاخبار:

فقد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر» [2].

و روي عن عطاء أنّه قال: دخلت على عائشة فقلت: أخبرينا بأعجب ما رأيت من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فبكت و قالت: و أيّ شأنه لم يكن عجبا إنّه أتى ليلة فدخل معي في فراشي- أو قالت: في لحافي- حتّى مسّ جلده جلدي ثمّ قال: يا ابنة أبي بكر ذريني أتعبّد لربّي قالت: قلت: إنّي أحبّ قربك و لكنّي أوثر هواك، فأذنت له فقام إلى قربة ماء فتوضّأ فلم يكثر صبّ الماء ثمّ قام يصلّي فبكى حتّى سالت دموعه على صدره ثمّ ركع فبكى ثمّ سجد فبكى ثمّ رفع رأسه فبكى فلم يزل كذلك حتّى جاء بلال فآذنه بالصّلاة، فقلت: يا رسول اللّه ما يبكيك؟ و قد غفر اللّه لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر قال: أ فلا أكون عبدا شكورا و لم لا أفعل ذلك؟ و قد أنزل اللّه عليّ‌ «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ‌ [3]- الآية-»[1]. و هذا يدلّ على أنّ البكاء ينبغي أن لا ينقطع أبدا، و إلى هذا السرّ يشير ما روي أنّه مرّ بعض الأنبياء بحجر صغير يخرج منه ماء كثير فتعجّب فأنطقه اللّه فقال: منذ سمعت قوله تعالى: «وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ» فأنا أبكي من خوفه فسأله أن يجيره من النّار فأجاره ثمّ رآه بعد مدّة مثل ذلك فقال: لم تبكي الآن؟ فقال: ذاك بكاء الخوف و هذا بكاء الشكر و السرور، و قلب العبد كالحجارة أو أشدّ قسوة و لا تزول قسوته إلّا بالبكاء في حال‌


[1] حديث عطاء أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب أخلاق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من طريقه ابن الجوزي في الوفاء و فيه أبو جناب و اسمه يحيى بن أبي حبة ضعفه الجمهور، و رواه ابن حبان في صحيحه من رواية عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء دون قوله: «و أي شأنه لم يكن عجبا» و هو عند مسلم من رواية عروة عن عائشة مقتصرا على آخر الحديث. (المغني)


[1] يونس: 10.

[2] أخرجه الترمذي و ابن ماجه تحت رقم 1764.

[3] البقرة: 164.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست