نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 307
فينبغي أن يكظمه للَّه و ذلك يعظمه عند
اللّه فما له و للنّاس، و ذلّ من ظلمه يوم القيامة أشدّ من ذلّه لو انتقم الآن، أ
فلا يحبّ أن يكون هو القائم إذا نودي يوم القيامة ليقم من أجره على اللّه فلا يقوم
إلّا من عفا عن حقّ، فهذا و أمثاله من معارف الإيمان ينبغي أن يقرّره على قلبه.
السّادس أن يعلم أنّ غضبه من تعجّبه من
جريان الشيء على وفق مراد اللّه تعالى لا على وفق مراده فكيف يقول: مرادي أولى من
مراد اللّه تعالى، و يوشك أن يكون غضب اللّه أعظم من غضبه.
و أما العمل فأن تقول بلسانك: أعوذ باللّه
من الشيطان الرّجيم،
هكذا أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم أن يقال عند الغيظ[1] و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
إذا غضب عائشة أخذ بأنفها قال:
«يا عويش قولي: اللّهمّ ربّ النبيّ محمّد
اغفر لي ذنبي و أذهب غيظ قلبي و أجرني من مضلّات الفتن»[2].
و يستحبّ أن يقول ذلك فإن لم يزل بذلك فاجلس
إن كنت قائما و اضطجع إن كنت جالسا و أقرب من الأرض الّتي منها خلقت لتعرف بذلك
ذلّ نفسك و اطلب بالجلوس و الاضطجاع السكون فإنّ سبب الغضب الحرارة و سبب الحرارة
الحركة إذ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ الغضب جمرة تتوقّد في القلب أ
لم تر إلى انتفاخ أوداجه و حمرة عينه فإذا وجد أحدكم من ذلك شيئا فإن كان قائما
فليجلس و إن كان جالسا فلينم فإن لم يزل ذلك فليتوضّأ بالماء البارد و ليغتسل فإنّ
النار لا يطفيها إلّا الماء»[3].
و قد قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«إذا غضب أحدكم فليتوضّأ بالماء البارد فإنّ الغضب من النّار»[4].
[1] الامر بالتعوذ باللّه من الشيطان عند
الغيظ أخرجه مسلم ج 8 ص 30 من حديث سليمان بن صرد الخزاعي.
[2] أخرجه ابن السني في اليوم و الليلة ص
122 من حديثها.
[3] أخرجه الترمذي في حديث طويل طى خطبة
خطبها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعد العصر رواه أبو سعيد الخدري.