responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 306

يوم القيامة و أنا أحوج ما أكون إلى العفو، و قد قال اللّه تعالى في بعض الكتب: يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب فلا أمحقك فيمن أمحق، و بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وصيفا له إلى حاجة فأبطأ عليه فلمّا جاء قال: «لو لا القصاص لأوجعتك ضربا» [1] أي القصاص في القيامة. و قيل: ما كان في بني إسرائيل ملك إلّا و معه حكيم إذا غضب أعطاه صحيفة و فيها: ارحم المساكين و اخش الموت و اذكر الآخرة فكان يقرأها حتّى يسكن غضبه.

الثالث أن يحدث نفسه عاقبة العداوة و الانتقام و تشمّر العدوّ لمقابلته و السعي في هدم أغراضه و الشماتة بمصائبه و هو لا يخلو عن المصائب فيخوّف نفسه بعواقب الغضب في الدّنيا إن كان لا يخاف من الآخرة، و هذا يرجع إلى تسليط شهوة على غضب و ليس هذا من أعمال الآخرة و لا ثواب عليه لأنّه متردّد على حظوظه العاجلة يقدّم بعضها على بعض إلّا أن يكون محذوره أن يتشوّش عليه في الدّنيا فراغه للعلم و العمل و ما يعينه على الآخرة فيكون حينئذ مثابا عليه.

الرابع أن يتفكّر في قبح صورته عند غضبه بأن يتذكّر صورة غيره في حالة الغضب و يتفكّر في قبح الغضب في نفسه و مشابهة صاحبه بالكلب الضاري و السبع العادي، و مشابهة الحليم الهادي التارك للغضب بالأنبياء و العلماء و الحكماء و يخير نفسه بين أن يشبه بالكلاب و السّباع و أراذل النّاس و بين أن يشبه بالأنبياء و العلماء في عادتهم لتميل نفسه إلى حبّ الاقتداء بهؤلاء إن كان قد بقي معه مسكة من عقل.

الخامس أن يتفكّر في السبب الّذي يدعوه إلى الانتقام و يمنعه من كظم الغيظ، و لا بدّ أن يكون سبب له مثل قول الشيطان له: إنّ هذا يحمل منك على العجز و صغر النّفس و الذّلّة و المهانة و تصير حقيرا في أعين الناس فليقل لنفسه: ما أعجبك يا نفس تأنفين من الاحتمال الآن و لا تأنفين من خزي يوم القيامة و الافتضاح إذا أخذ هذا بيدك و انتقم منك و تحذرين من أن تصغري في أعين النّاس و لا تحذرين من أن تصغري عند اللّه و عند الملائكة و النبيّين بانتقامك من هذا، فمهما كظم الغيظ


[1] أخرجه أبو يعلى من حديث أم سلمة بسند ضعيف كما في المغني.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست