responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 236

(الآفة الحادية عشر السخرية و الاستهزاء)

و هذا محرّم مهما كان مؤذيا قال اللّه تعالى: لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسى‌ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ‌ [1] و معنى السخريّة الاستحقار و الاستهانة و التنبيه على العيوب و النقائص على وجه يضحك منه، و قد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل و القول و قد يكون بالإشارة و الإيماء و إذا كان بحضرة المستهزئ به لم يسمّ ذلك غيبة و فيه معنى الغيبة قالت عائشة: حاكيت إنسانا فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما أحبّ أنّي حكيت إنسانا و أنّ لي كذا و كذا» [2] و قال ابن عباس في قوله تعالى: يا وَيْلَتَنا ما لِهذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَ لا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها [3] الصّغيرة التبسّم بالاستهزاء بالمؤمن و الكبيرة القهقهة بذلك و هو إشارة إلى أنّ الضحك على الناس من الجرائم و الذّنوب.

و عن عبد اللّه بن زمعة أنّه سمع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يخطب فوعظهم في ضحكهم من الضرطة، و قال: على من يضحك أحدكم ممّا يفعل» [4].

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ المستهزئين بالناس يفتح لأحدهم من باب الجنّة فيقال:

هلمّ هلمّ فيجي‌ء بكربه و غمّه فإذا أتاه أغلق دونه، ثمّ يفتح له باب آخر فيقال:

هلمّ هلمّ فيجي‌ء بكربه و غمّه فإذا أتاه أغلق دونه فما يزاله كذلك حتّى أنّ الرّجل ليفتح له الباب فيقال: هلمّ هلمّ فما يأتيه» [5] و قال معاذ بن جبل: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من عيّر أخاه بذنب قد تاب منه لم يمت حتّى يعمله» [6] و كلّ هذا يرجع إلى استحقار الغير و الضحك عليه استهانة به و استصغارا له، و عليه نبّه قوله تعالى: عَسى‌ أَنْ يَكُونُوا خَيْراً مِنْهُمْ‌ [7] أي لم تسخر به استصغارا و لعلّه خير منك‌


[1] الحجرات: 11.

[2] أخرجه الترمذي ج 9 ص 310 و قال هذا حديث حسن صحيح.

[3] الكهف: 49.

[4] متفق عليه من حديث عبد اللّه بن زمعة.

[5] أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت و البيهقي في الشعب من حديث الحسن مرسلا كما في الترغيب ج 3 ص 611.

[6] أخرجه الترمذي ج 9 ص 311.

[7] الحجرات: 11.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست