نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 235
و روي أنّ خوّات بن جبير كان جالسا إلى نسوة
من بني كعب بطريق مكّة فطلع عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:
يا أبا عبد اللّه مالك مع النسوة؟ قال: يفتلن ضفيرا لجمل لي شرود، قال: فمضى رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لحاجته ثمّ طلع فقال: يا أبا عبد اللّه أمّا
ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟ قال: فسكتّ و استحييت، قال: فكنت بعد ذلك أ تفرّر منه
كلّما رأيته حياء منه حتّى قدمت المدينة و بعد ما قدمت المدينة حتّى طلع عليّ يوما
و أنّا أصلّي في المسجد فجلس إليّ فطوّلت فقال: لا تطول فإنّي أنتظرك فلمّا فرغت
قال: يا أبا عبد اللّه أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟ قال فسكتّ و استحييت فقام
فكنت أتفرّر منه حتّى لقيني و هو على حمار و قد جعل رجليه في شقّ واحد فقال: أبا
عبد اللّه أما ترك ذلك الجمل الشراد بعد؟ قال: قلت: و الّذي بعثك بالحقّ نبيّا ما
شرد منذ أسلمت فقال: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّهمّ اهد أبا عبد اللّه قال: فحسن
إسلامه و هداه اللّه»[1] و كان نعيمان الأنصاريّ مزّاحا و كان يشرب فيؤتى
به إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فيضربه بنعله و يأمر أصحابه فيضربونه
بنعالهم فلمّا كثر ذلك منه قال له رجل من الأصحاب: لعنك اللّه فقال النبيّ صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم: لا تفعل فإنّه يحبّ اللّه و رسوله و كان لا يدخل المدينة
رسل و لا طرفة إلّا اشترى منها ثمّ جاء بها إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله
و سلّم و يقول: هذا أهديته لك فإذا جاء صاحبه يطلب نعيمان بثمنه جاء به إلى النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال: يا رسول اللّه أعطه ثمن متاعه فيقول رسول
اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أو لم تهده لنا فيقول: يا رسول اللّه إنّه لم
يكن و اللّه عندي ثمنه و أحببت أن تأكل منه فيضحك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم و يأمر لصاحبه بثمنه[2].
فهذه مطايبات يباح مثلها على الندور لا على
الدّوام و المواظبة عليها هزل مذموم و سبب للضحك المميت للقلب.
[1] أخرجه الطبراني في الكبير من رواية زيد
بن أسلم عن خوّات بن جبير مع اختلاف و رجاله ثقات كما في المغني.
[2] أخرجه الزبير بن بكار في الفكاهة و من
طريقه ابن عبد البر من رواية محمد بن عمرو بن حزم مرسلا كما في المغني.
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 235