responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 177

و روي أنّ موسى عليه السّلام كان جالسا في بعض مجالسه إذا أقبل عليه إبليس و عليه برنس يتلوّن فيه ألوان، فلمّا دنا منه خلع البرنس فوضعه، ثمّ أتاه فقال:

السّلام عليك فقال موسى: من أنت؟ قال: أنا إبليس قال: فلا حيّاك اللّه ما جاء بك؟

قال: جئتك لاسلّم عليك لمنزلتك من اللّه و مكانك منه، قال: فما الّذي رأيت عليك؟

قال: به أختطف قلوب بني آدم، قال: فما الّذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟

قال: إذا أعجب بنفسه و استكثر عمله و نسي ذنوبه، و احذّرك ثلاثا: لا تخل بامرأة لا تحلّ لك، فإنّه ما خلا رجل بامرأة لا تحلّ له إلّا كنت صاحبه دون أصحابه حتّى أفتنه بها و أفتنها به، و لا تعاهد اللّه عهدا إلّا وفيت به، و لا تخرجنّ صدقة إلّا أمضيتها فإنّه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلّا كنت صاحبه دون أصحابه حتّى أحول بينه و بين الوفاء بها، ثمّ ولي و هو يقول: يا ويلتا علم موسى ما يحذّر به بني آدم.

و عن سعيد بن المسيّب قال: ما بعث اللّه نبيّا فيما خلا، إلّا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء و لا شي‌ء أخوف عندي منهنّ، و ما بالمدينة بيت أدخله إلّا بيتي و بيت ابنتي، أغتسل فيه يوم الجمعة ثمّ أروح.

و قال بعضهم: إنّ الشيطان قال للمرأة: أنت نصف جندي، و أنت سهمي الّذي أرمي به فلا أخطئ و أنت موضع سرّي، و أنت رسولي في حاجتي.

فنصف جنده الشهوة، و نصفه الغضب، و أعظم الشهوة شهوة النساء و هذه الشهوة لها أيضا إفراط و تفريط و اعتدال فالإفراط ما يقهر العقل حتّى يصرف همّة الرّجال إلى التمتّع بالنساء و الجواري فيحرم عن سلوك طريق الآخرة أو يقهر الدّين حتّى يجرّ إلى اقتحام الفواحش و قد ينتهي إفراطها بطائفة إلى أمرين شنيعين أحدهما أن يتناولوا ما يقوّي شهواتهم ليستكثروا من الوقاع كما قد يتناول بعض الناس أدوية تقوّي المعدة لتعظم شهوتها للطعام و ما مثال ذلك إلّا كمن ابتلي بسباع ضارية و بهائم عادية فتنام عنه في بعض الأوقات فيحتال لإثارتها و تهييجها، ثمّ يشتغل بعلاجها و إصلاحها، فإنّ شهوة الطّعام و الوقاع على التحقيق آلام يريد الإنسان الخلاص منها فيدرك لذّة بسبب الخلاص.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست