و كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عريض
الصّدر لا يعدو لحم بعض بدنه بعضا كالمرايا في استوائه، و كالقمر في بياضه، موصول
ما بين لبّته و سرّته بشعر منقاد كالقضيب، لم يكن في صدره و لا في بطنه شعر غيره[2] كانت له
عكن ثلاث يغطي الإزار منها واحدة و يظهر اثنتان[3].
و كان عظيم المنكبين أشعرهما، ضخم الكراديس-
أي رءوس العظام من المنكبين و المرفقين و الوركين[4].
و كان واسع الظهر ما بين كتفيه خاتم النبوّة
و هو ممّا يلي منكبه الأيمن فيه شامة سوداء تضرب إلى الصفرة، حولها شعرات متواليات
كأنّها من عرف فرس[5].
و كان عبل العضدين و الذّراعين، طويل
الزندين، رحب الراحتين، سائل الأطراف[6] كان أصابعه قضبان الفضّة[7] كفّه ألين
من الخزّ كأن كفّه كفّ عطّار طيبا مسّها بطيب أو لم يمسّها، يصافحه المصافح فيظلّ
يومه يجد ريحها، و يضع يده على رأس
[2] في الكافي ج 1 ص 443 «سربته سائلة من
لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة و كأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة» و في
المعاني ص 80 «موصول ما بين اللبة و السرة بشعر».
[3] العكنة: ما انطوى و تثنى من لحم البطن
جمعها عكن و أعكان، و درع ذات عكن:
واسعة تثنى على صاحبها، و العكان: العنق.
[4] أخرجه أحمد في مسنده ج 1 ص 96 و 116 من
حديث على بن أبي طالب عليه السّلام و مسلم ج 7 ص 85.
[5] أخرجه البخاري ج 1 ص 57، و مسلم ج 7 ص
86، و ابن سعد في الطبقات ج 1 القسم الثاني ص 131، و أحمد ج 2 ص 226 و 227.
[6] العبل: الضخم و الرحب: الواسع و في
المعاني ص 87 رحب الراحة اى كثير العطاء كما قالوا: ضيق الباع في الذم. و قوله:
«سائل الأطراف» اى تامها غير طويلة و لا قصيرة.