نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 4 صفحه : 121
اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَ لا تَجَسَّسُوا وَ لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً- الآية-[1].
و لمّا كسرت رباعيته يوم أحد فجعل الدّم
يسيل على وجهه و هو يمسحه و يقول: «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيّهم بالدّم و هو
يدعوهم إلى ربّهم» فأنزل اللّه تعالى: لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ[2] تأديبا له
على ذلك، و أمثال هذا التأديب في القرآن لا تنحصر و هو المقصود الأوّل بالتأديب و
التهذيب، ثمّ منه يشرق النور على كافّة الخلق فإنّه أدّب بالقرآن و أدّب الخلق به
و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «بعثت لاتمّم مكارم الأخلاق»[3] ثمّ رغّب
الخلق في محاسن الأخلاق بما أوردناه في كتاب رياضة النفس و تهذيب الخلق فلا نعيده،
ثمّ لمّا أكمل اللّه تعالى خلقه أثنى عليه فقال: وَ إِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[4] فسبحانه ما أعظم شأنه و أتمّ امتنانه، انظر
إلى عميم لطفه كيف أعطي ثمّ أثنى عليه فهو الّذي زيّنه بالخلق الكريم، ثمّ أضاف
إليه ذلك فقال: وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ بيّن لرسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الخلق، ثمّ إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم بيّن للخلق «أنّ اللّه يحبّ مكارم الأخلاق و يبغض سفسافها»[5].
و عن عليّ عليه السّلام: يا عجبا لرجل مسلم
يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا و لا
يخشى عقابا لقد كان ينبغي له أن يسارع إلى مكارم الأخلاق فإنّها ممّا تدلّ على
سبيل النجاة، فقال له رجل: أ سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟
فقال: نعم: و ما هو خير منه، لمّا أتى بسبايا طيء وقعت جارية
[2] آل عمران: 128 و الخبر رواه البخاري ج
5 ص 127 و ابن أبي شيبة و أحمد و عبد بن حميد و مسلم و الترمذي و النسائي و ابن
جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و النخاس في ناسخه و البيهقي في الدلائل عن أنس
كما في الدر المنثور ج 2 ص 70.
[3] أخرجه البزاز في مسنده بسند جيد كما في
مجمع الزوائد ج 9 ص 15.
[5] أخرجه الحاكم ج 1 ص 48 و الطبراني في
الأوسط كما في مجمع الزوائد ج 8 ص 188. و قال الجزري في النهاية: السفساف: الامر
الحقير و الرديء من كل شيء و هو ضد المعالي و المكارم.
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 4 صفحه : 121