و عنه عليه السّلام قال: «إنّ اللّه عزّ و جلّ
فوّض إلى المؤمن أموره كلّها و لم يفوّض إليه أن يذلّ نفسه العزيز أ لم ير إلى قول
اللّه تعالى هاهنا وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ[4] و المؤمن
ينبغي أن يكون عزيزا و لا يكون ذليلا»[5].
ثمّ للإنكار مراتب أولاها بالقلب و هو أن
يبغضه على ارتكاب المعصية و هو مشروط بعلم الناهي و إصرار المنهيّ خاصّة دون
الشرطين الآخرين، ثمّ بإظهار الكراهة، فإن ارتدع اكتفى به و إلّا أعرض عنه و هجره،
و إلّا أنكره باللّسان بالوعظ و الرفق في الزجر مرتّبا الأيسر فالأيسر، و لو لم
ينزجر إلّا باليد كالضرب و ما شابهه فعل، و لو افتقر إلى الجراح فالكفّ أولى، و
البحث عنه قليل الجدوى لأنّ الجامع للشرائط أدرى لما يقتضيه الحال.
و في الحديث «أدنى الإنكار أن تلقى أهل
المعاصي بوجوه مكفهرّة»[6].
و في آخر «حسب المؤمن عزّا إذا رأى منكرا أن
يعلم اللّه من قلبه إنكاره»[7].
و عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: «قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه و من
غاب عن أمر رضيه كان كمن شهده»[8].
[8] الجعفريات بإسناده عن جعفر بن محمد عن
آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عن النبي عليهما السلام كما في المستدرك ج 2
ص 361. و رواه أبو داود ج 2 ص 438.
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 4 صفحه : 108