و في القرآن المجيد «وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا»[2] و الترتيل هو حفظ الوقوف و بيان الحروف كما روي عن أمير المؤمنين
عليه السّلام، و فسّر الأوّل بالوقف التامّ و الحسن، و الثاني بالإتيان بصفاتها
المعتبرة من الجهر و الهمس و الإطباق و الاستعلاء و غيرها.
و في رواية أخرى عنه عليه
السّلام في معنى الترتيل «بيّنه بيانا و لا تهذّه هذّ الشعر و لا تنثره نثر الرّمل
و لكن أفزع به القلوب القاسية، و لا يكون: همّ أحدكم آخر السورة»[1].
قيل: أي اقرأ متفكّرا على
هنيئتك كما قيل: إنّه يكون بحيث لو أراد السامع عدّ حروف الكلمات يعدّه، كما روي
في قراءة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم[3].
و عن أبي عبد اللّه عليه
السّلام «هو أن تمكث و تحسّن به صوتك»[4].
قال أبو حامد: «و اعلم
أنّ الترتيل مستحبّ لا لمجرّد التدبّر فانّ العجميّ الّذي لا يفهم معنى القرآن
يستحبّ له أيضا في القراءة الترتيل و التؤدة[2]لأنّ ذلك أقرب إلى التوقير و الاحترام،
و أشدّ تأثيرا في القلب من الهذرمة و الاستعجال.
السادس البكاء مستحبّ مع
القراءة،
قال رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله و سلّم: «اتلوا القرآن و ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا»[3].
و قال صالح المري[4]:
قرأت القرآن على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في المنام فقال لي: يا
صالح هذه القراءة أين البكاء؟.
[1] المصدر ج 2 ص 614.
و الهذ سرعة القراءة أي لا تسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر و لا تفرق كلماته
بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل. و قد يقرء «اقرع به».
[2] التؤدة- بضم التاء
و فتح الهمزة و سكونها-: الرزانة و التأنى.
[3] أخرجه ابن ماجه تحت
رقم 4196 من حديث سعد بن أبي وقاص دون قوله:
«اتلوا القرآن».
[4] أحد زهاد البصرة و
هو ضعيف متروك كما قاله الذهبي.