responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 2  صفحه : 204

الصالحين و أرباب القلوب، فإذا اجتمعت هممهم و تجردّت للضّراعة و الابتهال قلوبهم و ارتفعت إلى اللّه أيديهم، و امتدّت إليه أعناقهم، و شخصت نحو السماء أبصارهم، مجتمعين بهمّة واحدة على طلب الرّحمة، فلا تظنّنّ أنّه يخيّب أملهم، و يضيّع سعيهم، و يدّخر عنهم رحمه تعمرهم، و لذلك قيل: إنّ من أعظم الذّنوب أن يحضر عرفات و يظنّ أنّ اللّه لم يغفر له و كان اجتماع الهمم و الاستظهار بمجاورة الأبدال و الأوتاد المجتمعين من أقطار البلاد هو سرّ الحجّ و غاية مقصوده، و لذا قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «الحجّ عرفة» [1] فلا طريق إلى استدرار رحمة اللّه مثل اجتماع الهمم و تعاون القلوب في وقت واحد على صعيد واحد».

أقول: و أما الوقوف بالمشعر

(1) فاستحضر أنّه قد أقبل عليك مولاك بعد أن كان مدبرا عنك طاردا لك عن بابه، فأذن لك في دخول حرمه فإنّ المشعر من جملة الحرم و عرفة خارجة عنه فقد أشرفت على أبواب الرحمة و هبّت عليك نسمات الرأفة و كسيت خلع القبول بالإذن في دخول حرم الملك، و إنّما لم يذكره أبو حامد لأنّه ليس بفريضة عند العامّة حرمهم اللّه من هذا الركن العظيم.

قال: و أما رمى الجمار

فاقصد به الانقياد للأمر إظهارا للرقّ و العبوديّة و انتهاضا لمجرّد الامتثال من غير حظّ للعقل و النفس ثمّ اقصد به التشبّه بإبراهيم عليه السّلام حيث عرض له إبليس عليه اللّعنة في هذا الموضع ليدخل على حجّه شبهة أو فتنة بمعصية فأمره اللّه أن يرميه بالحجارة طردا له و قطعا لأصله، فإن خطر لك أنّ الشيطان عرض له و شاهده فلذلك رماه و أمّا أنا فليس يعرض لي الشيطان فاعلم أنّ هذا الخاطر من الشيطان فإنّه الّذي ألقاه في قلبك ليفتر عزمك في الرمي و يخيّل إليك أنّه فعل لا فائدة فيه و أنّه يضاهي اللّعب فلم تشتغل به فاطرده عن نفسك بالجدّ و التشمّر في الرمي فيه ترغم أنف الشيطان، و اعلم أنّك في الظاهر ترمي الحصى إلى العقبة و في الحقيقة ترمي به وجه الشيطان و تقصم به ظهره إذ لا يحصل إرغام أنفه إلّا بامتثالك أمر اللّه تعظيما له بمجرّد الأمر من غير حظّ النفس و العقل فيه.

و أما ذبح الهدى‌

فاعلم أنّه تقرّب إلى اللّه بحكم الامتثال، و أكمل الهدي‌


[1] رواه أحمد و الحاكم و البيهقي كلهم عن عبد الرحمن بن يعمر بسند صحيح كما في الجامع الصغير باب الجيم.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 2  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست