ليس[2] في العقل ما يدلّ على ثواب[3] و لا عقاب[4]، لكثرة النّعم الّتي لا يستحقّ العبد معها جزاء على طاعته و إن
استحقّ فلا دليل على الدّوام [قطعا][5] عقلا، و لا عقاب؛ إذ لا يقتضي العقل تعذيب المسيء في الشّاهد أبدا.
و الإحباط باطل، لأنّ
العقل لا يقتضي[6] محو[7] الإحسان الكثير بالإساءة[8] القليلة و لا منافاة بين الثّواب و العقاب و لأنّ انتفاء الأقدم
بالأحدث ليس أولى من عكسه و للزوم الدّور المشهور و لأنّ الطّارئ إن أحبط و بقي
أدّى إلى مخالفة قوله [تعالى][9]:
[1] . الوعيد هو أصل من
الأصول الخمسة للمعتزلة و هو في اعتقادهم كلّ خبر يتضمّن إيصال ضرر إلى الغير أو
تفويت نفع عنه في المستقبل و لا فرق بين أن يكون حسنا مستحقا أو لا يكون كذلك،
انظر: إشراق اللّاهوت، مخطوط في مكتبة الإمام الرضا، الورقة 116؛ الفصل في الملل،
4/ 44؛ مذاهب الإسلاميين، 1/ 55، 62- 64؛ الشيعة بين الأشاعرة و المعتزلة، 266-
268؛ أوائل المقالات، 99.