و الأجسام متماثلة،
لاستوائها في التّحيّز و اشتباهها بتقدير الاستواء في الأعراض.
و قد يخلو الجسم من
الطّعم و اللّون و الرّيح كالهواء[1] و هي مرئيّة و اعتبارها بالحصول في الحيّز المبطل لشبهة القوم في
العرض[2].
و لا بدّ في العالم من
الخلاء[3] و إلّا لزم أنّ العالم لا يزال
منتقلا عند تنقّل بعوضة واحدة و هذا محال.
و الحركة حصول الجوهر في
حيّز عقيب حصوله في حيّز قبله و السّكون حصوله في حيّز واحد أكثر[4] من زمان واحد[5] و ليس حصوله بمعنى[6]، بل نفس الحصول الحركة[7].
[1] . نسب أبو الحسن
الأشعري (مقالات الإسلاميين، ص 310) هذا القول إلى أبي الحسين الصالحي و أصحابه،
انظر: أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 56- 57؛ شرح المواقف، 7/ 234؛ و ذهب أبو
الحسن الأشعري و أبو منصور البغدادي إلى الاستحالة، انظر: أصول الدين لأبي منصور البغدادي
ص 56- 57، أمّا فخر الدين الرازي و هو من الأشاعرة فذهب إلى الجواز و قال: الأجسام
يجوز خلوّها عن الألوان و الروائح خلافا لأصحابنا، لنا أنّ الهواء لا لون له و لا
طعم له (تلخيص المحصل، ص 212).
[2] . الشبهة هي أنّ
الأجسام لا ترى و لا يرى إلّا اللون و الألوان أعراض و هو قول أبي الحسين الصالحي
و من قال بقوله و قال بعض المعتزلة: يرى اللّون و الملون و لا ترى الحركات و
السكون و سائر الأعراض و قال معمّر:
إنّما تدرك أعراض الجسم،
فأمّا الجسم فلا يجوز أن يدرك، انظر: مقالات الإسلاميين، ص 363؛ الفصل في الملل و
الأهواء و النحل، 5/ 66- 69.
[3] . المراد من الخلاء
كون الجسمين بحيث لا يتماسّان و لا يكون بينهما ما يماسّانه.
[7] . و هذا ردّ على من
قال: إنّ الحركة و السكون هي الأكوان و نسب أبو الحسن الأشعري (مقالات الإسلاميين،
ص 352- 353) هذا القول إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي و نسبه العلامة
الحلّي (أنوار الملكوت، ص 25) إلى السيد المرتضى و البهشمية و هم أتباع أبي هاشم
عبد السلام بن محمد الجبائي، لاحظ ترجمته في: تاريخ بغداد، 11/ 55؛ وفيات الأعيان،
3/ 183؛ الملل و النحل، 1/ 98 في هامش الفصل في الملل و الأهواء و النحل؛ الفرق
بين الفرق، ص 184 و لاحظ ترجمة أبي على الجبائي في: وفيات الأعيان، 4/ 267- 269؛
الملل و النحل، 1/ 98 في هامش الفصل لابن حزم الظاهري؛ الفرق بين الفرق، ص 183؛
مذاهب الإسلاميين، 1/ 280 و ما بعدها.