responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 39

عيينة قال: قال ابن نجيح: «ما رأيت أحدا أعلم من عمرو بن عبيد [1]، و كان رأى مجاهدا و غيره»، قال الجاحظ: «صلى عمروا أربعين عاما صلاة الفجر بوضوء المغرب، و حج أربعين حجة ماشيا، و بعيره موقوف على من أحصر، و كان يحيى الليل بركعة واحدة، و يرجع آية واحدة».

فرع:

و قد رويت مناظرته لواصل في الفاسق، يعرف اللّه تعالى، و إنما خرجت المعرفة من قلبه عند قذفه (للايمان)، فان قلت لم يزل يعرف اللّه، فما حجتك؟

و أنت لم تسمه منافقا قبل القذف و إن زعمت أن المعرفة خرجت من قلبه عند قذفه، قلنا لك: فلم لا أدخلها في القلب بتركه القذف، كما أخرجها بالقذف؟ و قال له: «أ ليس الناس يعرفون اللّه بالأدلة، و يجهلونه بدخول الشبهة؟

فأي شبهة دخلت على القاذف؟» فرأى عمرو، لزوم هذا الكلام، فقال:

«ليس بيني و بين الحق عداوة»، فقبله و انصرف و يده في يد واصل. و كان يقول: «اللهم أغنني بالافتقار أليك». و قيل قال: «يا أبا عثمان .. لم استحقّ مرتكب الكبائر اسم النفاق؟» قال: لقوله تعالى «وَ الَّذِينَ يَرْمُونَ‌


[1] عمرو و العمروية: العمروية، هم أتباع عمرو بن عبيد بن ثاب مولى، بنى تميم، و كان جده من سبى كابل، و ما ظهرت البدع و الضلالات إلا عن أبناء السبايا، كما روى الخبر، و قد شارك عمرو واصلا فى بدعة القدر، و فى ضلالة قولهما: بالمنزلة بين المنزلتين، و فى درهما شهادة رجلين أحدهما من أصحاب الجمل، و الآخر من أصحاب على. و زاد عمرو على واصل فى هذه البدعة، فقال بفسق كلتا الفرقتين المتقاتلتين يوم الجمل. و ذلك أن واصلا إنما ردّ شهادة رجلين أحدهما، من أصحاب الجمل، و الآخر من أصحاب على رضى اللّه عنه، و قبل شهادة رجلين، كلاهما من أحد الفريقين، و زعم عمرو أن شهادتهما مردودة، و إن كانا من فريق واحد، لأنه قال بفسق الفريقين جميعا. و قد افترقت القدرية- بعد واصل و عمرو- فى/ هذه المسألة. فقال النظام، و معمر، و الجاحظ، فى فريقى يوم الجمل بقول واصل. و قال حوشب و هاشم الأوقص: «نجت القادة و هلكت الأتباع». و قال أهل السنة و الجماعة، بتصويب على و أتباعه يوم الجمل. و قالوا: إن الزبير رجع عن القتال يومئذ تائبا، فلما بلغ وادى السباع، قتله بها عمرو بن جرموز غرة، و بشر على قاتله بالنار. و هم طلحة بالرجوع، فرماه مروان بن الحكم- و كان مع أصحاب الجمل- بسهم فقتله. و عائشة، رضى اللّه عنها، قصدت الاصلاح بين الفريقين، فغلبها بنو أزد، و بنو ضبة على أمرها حتى كان من الأمر ما كان. و من قال بتكفير الفريقين أو أحدهما، فهو الكافر دونهم. هذا قول أهل السنة فيهم، و الحمد للّه على ذلك (الفرق ص 72- 73).

نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 39
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست