responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 36

عباد الليثى. فقال جعفر بن محمد الصادق‌ [1] لأصحابه: «قوموا بنا إليه». فجاء و القوم عنده- أعني- زيد بن علي و أصحابه فقال جعفر: «أما بعد فإن اللّه تعالى، بعث محمدا بالحق و البينات. و النذر و الآيات، و أنزل عليه، (وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى‌ بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ) [2]، فنحن عترة رسول اللّه، و أقرب الناس إليه، و أنت يا واصل أتيت بأمر يفرق الكلمة، و تطعن به على الأئمة، و أنا أدعوكم الى التوبة».

فقال واصل: «الحمد للّه العدل في قضائه، الجواد بعطائه، المتعالي عن كل مذموم، و العالم بكل خفي مكتوم، نهى عن القبيح و لم يقضه، و حث على الجميل و لم يحل بينه و بين خلقه، و إنك يا جعفر و ابن الأئمة، شغلك حب الدنيا، فأصبحت بها كلفا، و ما أتيناك إلا بدين محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم، و صاحبه و ضجيعيه ابن أبي قحافة، و ابن الخطاب، و عثمان و على بن أبي طالب، و جميع أئمة الهدى، فإن تقبل الحق تسعد به، و إن تصدف عنه تبوء بإثمك. فتكلم زيد بن علي، فأغلظ لجعفر، أي أنكر عليه ما قال، و قال: «ما منعك من اتباعه إلا الحسد لنا، فتفرقوا».

قلت: «روى ذلك الحاكم و غيره، و اللّه أعلم بصحتها». قال ابن برد: «إذ كان زيد بن علي لا يخالف المعتزلة، الا في المنزلة بين المنزلتين». و من كلام جعفر بن محمد الصادق، و قد سئل عن القدر: «ما استطعت أن تلوم العبد عليه، فهو فعله، و ما لم تستطع، فهو فعل اللّه. يقول اللّه للعبد: لم كفرت؟ و لا يقول لم مرضت؟ فلا تقول أن جعفرا انكر على واصل القول بالعدل، بل المنزلة بين المنزلتين»، إن صحت الرواية.


أصحابه يومئذ، و اجتزوا رأسه، فحمل إلى الوليد، و صلب جسده بالجوزجان، فلم يزل مصلوبا إلى أن خرج أبو مسلم صاحب الدولة، فقتل سالم بن أحوز، و أنزل جثة يحيى، فصلى عليها، و دفنت هنالك سنة ست و عشرين و مائة (شذرات الذهب ج 1 ص 167).

[1] جعفر الصادق، هو أبو عبد اللّه، جعفر بن محمد الباقر، بن زين العابدين، ابن الحسين السبط الهاشمى القرشى، سادس الأئمة الاثنى عشر عند الامامية. لقب بالصادق، لأنه لم يعرف عنه الكذب قط مات سنة 148 ه رضى اللّه عنه (الفرق ص 40).

[2] الأنفال: [75] .

المنية و الأمل النص 37 فرع: ..... ص : 37

 

نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست