responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 32

أخرجهما و قطع أيديهما و أرجلهما، و قال لغيلان: «كيف ترى ما صنع بك ربك؟ فالتفت غيلان فقال: «لعن اللّه من فعل بي هذا» [1]، و استسقى صاحبه، و قال بعض من حضره: «لا نسقيكم حتى تشربوا من الزقوم»، فقال غيلان: «و لعمري! لان كانوا صدقوا، إن الذي نحن فيه ليسيّر في جنب ما نصير إليه بعد ساعة من روح اللّه، فاصبر يا صالح. ثم مات صالح و صلى عليه غيلان، ثم أقبل على الناس و قال: «قاتلهم اللّه: كم من حق أماتوه، و كم من باطل قد أحيوه، و كم من ذليل في دين اللّه أعزّوه، و كم من عزيز في دين اللّه أذلّوه». فقيل لهشام: قطعت يدي غيلان» و رجليه، و أطلقت لسانه، إنه قد أبكى الناس و نبههم على ما كانوا عنه غافلين، فأرسل إليه من قطع لسانه، فمات رحمه اللّه. فذكر أبو الهذيل في إسناد له: أن امرأة في تلك القرية قتل ابنها بنحو من أربعين سنة، و كانت على مسكة من دينها، اتخذت المسجد بيتا لا تنصرف إلا الى الأوطار، أو تقوم لصلاة أو وضوء، فانتبهت في ذلك اليوم مبتسمة فظن أهلها أن الجنون قد تكامل بها. فقالت: «لقد رأيت عجبا! كأن ابني أتاني، و قال: إن اللّه أحضر أرواح الشهداء لقتل رجل فى مكان كذا، فانظروا هل ترون قتيلا»، فسارع أهلها، فاذا غيلان يشحط فى دمه.

و من هذه الطبقة واصل بن عطاء [2]. قال المبرد: «و يكنى بأبي حذيفة،


[1] لعل رد غيلان على هشام فى هذا المقام يوضح حقيقة و معنى القدر، بمسئولية الإنسان عن أفعاله و عدم نسبتها إلى اللّه سبحانه و تعالى حسنة أو قبيحة، و انما تقدر القدرة الإلهية الانسان و تبقى لها المشيئة إذا ارادت فتعطل الفعل الإنسانى و تفعل قضاء أو لطفا.

[2] واصل و الواصلية: كان لواصل أتباع حيث كان رأس المعتزلة و زعيمهم بعد معبد الجهنى، و لقد ذكرت فى الصفحة الثالثة القصة الخاصة به و حسن البصرى فى كتاب المنية و الأمل هذا و أرجع مؤلفه سبب تسميتهم بالمعتزلة إلى اعتزال و اصل مجلس الحسن البصرى. و لقد فارق و اصل السلف بوجهة نظر خاصة و هى: [1] أنه وجد أهل عصره مختلفين فى على و أصحابه، و فى طلحة، و الزبير، و عائشة، و سائر أصحاب الجمل.

فزعمت الخوارج أن: طلحة و الزبير، و عائشة و أتباعهم يوم الجمل كفروا بقتالهم عليا، و أن عليا كان على حق فى قتال أصحاب الجمل، و فى قتال أصحاب معاوية بصفين إلى وقت التحكيم، ثم كفر بالتحكيم و كان أهل السنة و الجماعة يقولون بصحة إسلام الفريقين فى حرب الجمل. و قالوا: إن عليا كان على الحق‌

نام کتاب : المنية و الأمل نویسنده : القاضي عبد الجبار    جلد : 1  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست