فمنها مسائلة القبر، و
منها عذاب القبر، و منها وضع الميزان و المحاسبة و نشر الصحف، و منها الصراط و
المرور عليه.
أمّا مسائلة القبر و
عذابه
لبعض من يستحقّه فمجمع
عليهما، لا يخالف فيهما إلّا ضرار، و حكى القاضي أنّ ضرارا أنكر عذاب القبر فنسب
ذلك إلى أصحابنا لكثرة مخالطته بهم، و قد ورد فيهما أخبار كثيرة، و سؤال القبر
إمّا أن يكون ثوابا أو عقابا، لأنّ من لا يعرف اللّه تعالى و لم يحصل علوم التوحيد
و العدل، إذا سئل عن دينه و عقيدته، كان ذلك خزيا له و فضيحة، و العارف باللّه
تعالى و بتوحيده و عدله إذا سئل عن ذلك و أجاب بالصواب[1] يسر بذلك، فلا يمكن أن يقال: إنّه يكون عبثا لا فائدة فيه، من حيث
إنّه إذا كان إمّا ثوابا أو عقابا على ما بيّناه خرج من أن يكون عبثا، و لأنّ
الخبر عنه و عن جميع أحكام الآخرة لطفا للمكلّفين، و ليس لمنكر سؤال القبر أن
يتمسّك في إنكاره بأنّ في الرواية أنّ المتولّي له هما[2] منكر و نكير، و هذان الوصفان وصفا ذمّ لا يليقان بالملائكة، و ذلك
لأنّ ذلك ليس بذم من حيث إنّ الوصفين ليسا مشتقين من