اعلم أنّ الأجل هو الوقت،
و الوقت هو الحادث أو ما يقدّر تقدير الحادث إذ علّق به حدوث غيره أو ما يقدّر
تقديره و يجري مجراه، كما يقال: قدم زيد حين طلعت الشمس، إذا كان المخاطب عالما
بطلوع الشمس، غير عالم بمقارنة قدوم زيد له، فيجعل طلوع الشمس وقتا لقدومه. و على
العكس، لو كان المخاطب عالما بقدوم زيد، غير عالم بطلوع الشمس مع قدومه و مقارنته
له بأن يكون ضريرا أو في بيت مظلم، فانّه يقال: طلعت الشمس حين قدوم زيد.
و إنّما قلنا: «أو ما
يقدّر تقدير الحادث في الوقت و الموقّت». لأنّه كما يوقّت بالحادث يوقّت بما يقدّر
تقديره، و كما يوقّت الحادث بوقت ما يقدّر تقدير الحادث، فيقال: ولد زيد حين مات
عمرو، إذا كان السامع عالما بموت عمرو و لم يكن عالما بمقارنة ولادة زيد لموت
عمرو، أو مات عمرو حين ولد زيد عند ما يعلم المخاطب ولادة زيد و لم يعلم مقارنة
موت عمرو لولادة زيد. و الموت ليس بحادث، لأنّ المرجع به إلى بطلان الحياة و
عدمها، و لكنّه لما جرى مجرى الحادث في التجدّد جاز توقيته و التوقيت به. و يعبّر
عن الوقت بالزمان. و عند المنطقيّين: الزمان هو مقدار الحركة لا نفس الحركة.
و ليس المقصود استقصاء
القول في ذلك، فانّ الغرض في المسألة يتمّ من دون ذلك. و على هذا يقال: الموقّت
الذي يستحقّ فيه صاحب الدين استيفاءه