الجسم محدث لأنّه لا يخلو
من حوادث لها أوّل، و ما كان كذلك لا بدّ أن يكون محدثا هذه الجملة التي ذكرناها
تحتاج إلى بيان أربعة أصول.
منها: إثبات أمور زائدة
على الجسم.
و منها: أنّ تلك الامور
متجدّدة محدثة غير مستمرّة أزليّة.
و منها: أنّ الجسم لم ينفك
منها.
و منها: أنّ لتلك الامور
أوّلا تنتهي عنده. إذا ثبتت هذه الأصول، لم يبق في حدوث الجسم شك.
الأوّل: إثبات امور
زائدة على الجسم
أمّا الأوّل- و هو إثبات
امور زائدة على الجسم- فظاهر و ذلك أنّ الجسم متحرّك، و ينتقل من جهة إلى جهة و
يسكن و يجتمع مع غيره و يفارقه. فهذه امور زائدة، باعتبار أنّا عند تجدّدها نعلم،
أمرا لم يكن معلوما لنا من قبل، و الجسم كان معلوما لنا من قبل، و ما تجدّد علمنا
به غير ما لم يتجدّد علمنا به؛ و لأنّا نقدر على هذه الامور، و لا نقدر على نفس
الجسم، و ما نقدر عليه لا بدّ من أن يكون مغايرا لما لا نقدر عليه.