بسم اللّه الرحمن الرحيم
نحمد اللّه تعالى على آلائه التي لا يداني أدناها أقصى حمدنا، و لا يوازي أقلّها
بأكثر شكرنا، و لا يجازى أسرعها انقضاء بأدوم عباداتنا، حمد معترف بالتقصير، معتكف
في موقف التشوير[1]، و نصلّي على نبيّه البشير النذير،
السراج المنير، و أهل بيته المخصوصين بالتطهير عن الرجس و ما يوجب التنفير.
أمّا بعد، فإنّ ممّا جفّ
به القلم، و سبق في علم اللّه- و العلم غير علّة- أنّي لمّا وصلت إلى العراق في
منصرفي عن الحرمين بالحجاز- حماها اللّه- مجتازا موليا وجهي شطر بيتي، لقيني جماعة
من إخواننا علماء أهل الحلّة و فقهائهم- كثر اللّه عددهم و قلّل عدوّهم- مستقبليّ،
مكرمين مقدمي، مستبشرين بوصولي إليهم، استبشار الخليل بالحبيب، و العليل بالطبيب،
و أدخلوني الحلّة- عمّرها اللّه ببقائهم- بإعزاز و إكرام و إجلال و إنعام، و
أنزلوني أشرف منازلهم و أطيبها و أفسحها و أرحبها، و أكرموا مثواي و لقوني بكلّ
جميل، و استأنسوا بي و استأنست بهم، و تجلّى معنى قوله عليه السلام: «فما تعارف
منها ائتلف»[2].
ثمّ بعد الاستيناس أظهروا
ما أضمروه من الالتماس المشتمل على إقامتي