موضع يقال له اختر؛ فيه
صنم عظيم على صورة هذا الصنم، يأتونه من كل موضع و يسجدون له هناك، و يطلبون حاجات
الدنيا، حتى إن الرجل يقول له فيما يسأل: زوّجني فلانة، و أعطني كذا، و منهم من
يأتيه فيقيم عنده الأيام و الليالي لا يذوق شيئا؛ يتضرع إليه، و يسأله الحاجة حتى
إنه ربما ينفق.
2- البركسهيكيّة
و من ذلك البركسهيكية؛ من
سننهم أن يتخذوا لأنفسهم صنما يعبدونه و يقربون له الهدايا، و موضع متعبدهم له أن
ينظروا إلى باسق الشجر و ملتفه مثل الشجر الذي يكون في الجبال فيلتمسون منها
أحسنها و أطولها، فيجعلون ذلك الموضع موضع متعبدهم، ثم يأخذون ذلك الصنم فيأتون
شجرة عظيمة من ذلك الشجر فينقبون فيها موضعا فيركبونه فيها فيكون سجودهم و طوافهم
نحو تلك الشجرة.
3- الدّهكينية
و من ذلك الدهكينية، من
سننهم أن يتخذوا صنما على صورة امرأة، و فوق رأسه تاج، و له أيد كثيرة، و لهم عيد
في يوم من أيام السنة، عند استواء الليل و النهار و دخول الشمس الميزان، فيتخذون
في ذلك اليوم عريشا عظيما بين يدي ذلك الصنم، و يقربون إليه القرابين من الغنم و
غيرها، و لا يذبحونها، و لكن يضربون أعناقها بين يديه بالسيوف و يقتلون من أصابوا
من الناس قربانا بالغيلة حتى ينقضي عيدهم، و هم مسيئون عند عامة الهند بسبب
الغيلة.
4- الجلهكيّة، أي عباد
الماء
و من ذلك الجلهكية[1] أي عباد الماء، يزعمون أن الماء ملك و
معه ملائكة،
[1] و الهندوس يقدسون
الماء و قد جعلوا لكل معبد حوضا مقدسا، يغطس فيه الرجال و النساء و الأولاد.
و ماء نهر الكنج نفسه هو
الماء المقدس في المدن القائمة على ضفافه، و ينزل إلى هذا النهر من درج عال على
الدوام لما يطرأ على مستواه من التحول. و تغص تلك الضفاف بالحجيج في الأعياد
الدينية، و تبدو رائعة في الليل بساحر الأنوار. (حضارات الهند ص 672).