قالوا: إن بهادون كان ملكا
عظيما أتانا في صورة إنسان عظيم. و كان له أخوان قتلاه و عملا من جلدته الأرض، و
من عظامه الجبال، و من دمه البحار. و قيل:
هذا رمز، و إلا فحال صورة
الإنسان لا تبلغ إلى هذه الدرجة، و صورة «بهادون» راكب على دابة، كثير شعر الرأس،
قد أسبله على وجهه. و قد قسم الشعر على جوانب رأسه قسمة مستوية، و أسبله كذلك على
نواحي الرأس قفا و وجها، و أمرهم أن يفعلوا كذلك، و سن لهم أن لا يشربوا الخمر، و
إذا رأوا امرأة هربوا منها، و أن يحجوا إلى جبل يدعى جورعن، و عليه بيت عظيم فيه
صورة بهادون. و لذلك البيت سدنة[1] لا يكون المفتاح إلا بأيديهم فلا يدخلون إلا بإذنهم، و إذا فتحوا
الباب سدوا أفواههم حتى لا تصل أنفاسهم إلى الصنم. و يذبحون له الذبائح و يقربون
له القرابين، و يهدون له الهدايا، و إذا انصرفوا من حجهم لم يدخلوا العمران في
طريقهم، و لم ينظروا إلى محرم، و لم يصلوا إلى أحد بسوء و ضرر من قول و فعل.
الفصل الثالث عبدة
الكواكب
و لم ينقل للهند مذهب في
عبادة الكواكب إلا فرقتان توجهتا إلى النيرين الشمس و القمر. و مذهبهم في ذلك مذهب
الصابئة في توجههم إلى الهياكل السماوية دون قصر الربوبية و الإلهية عليها.
1- عبدة الشمس
زعموا أن الشمس ملك من
الملائكة، و لها نفس و عقل، و منها نور الكواكب و ضياء العالم، و تكون الموجودات
السفلية، و هي ملك الفلك، فتستحق التعظيم
[1] السدنة، الواحد
سادن: و هو خادم الكعبة و بيت الأصنام.