و قال رجل من كلب في الجاهلية لابن ابن له:
أ عمرو إن هلكت و كنت حيّا
فإني مكثر لك في صلاتي
و اجعل نصف مالي لابن سام
حياتي إن حييت و في مماتي
قال: و كانوا يداومون على طهارات الفطرة التي ابتلي بها إبراهيم عليه السلام: و هي الكلمات العشر، فإنهن خمس في الرأس، و خمس في الجسد.
فأما اللواتي في الرأس: فالمضمضة، و الاستنشاق، و قص الشارب. و الفرق، و السواك [1].
و أما اللواتي في الجسد: فالاستنجاء، و تقليم الأظفار، و نتف الإبط، و حلق العانة، و الختان. فلما جاء الإسلام قررها سنّة من السّنن.
و كانوا يقطعون يد السارق اليمنى إذا سرق.
و كانت ملوك اليمن، و ملوك الحيرة يصلبون الرجل إذا قطع الطريق.
و كانوا يوفون بالعهود، و يكرمون الجار، و يكرمون الضيف. قال حاتم الطائي:
إلههم ربّي، و ربّي إلههم
فأقسمت لا أرسو [2] و لا أتعذّر
و قال أيضا:
لقد كان في البرايا النّاس أسوة
كأن لم يسق حجش بعيرا و لا حمر [3]
و كانوا أناسا موقنين بربّهم
بكلّ مكان فيهم عابد بكر
[1] السواك: العود الذي تنظف به الأسنان.
[2] أرسو: أتوقف.
[3] و هذا البيت غير موزون، و لعل صوابه القول:
لقد كان ما في البر للناس أسوة
كأن لم يسق جحش بعيرا و لا حمر
الملل و النحل ج2 601 الباب الرابع آراء الهند ..... ص : 601