و صنف منهم أقروا بالخالق
و ابتداء الخلق و الإبداع، و أنكروا البعث و الإعادة، و هم الذين أخبر عنهم القرآن: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ
الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ[1] فاستدل عليهم بالنشأة الأولى، إذ اعترفوا بالخلق الأول فقال عز و
جل: قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ[2] و قال:
أَ فَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ* بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ[3].
3- منكر و الرسل: عباد
الأصنام:
و صنف منهم أقروا بالخالق
و ابتداء الخلق و نوع من الإعادة. و أنكروا الرسل و عبدوا الأصنام، و زعموا أنهم
شفعاؤهم عند اللّه في الدار الآخرة، و حجوا إليها و نحروا لها الهدايا، و قربوا
القرابين، و تقربوا إليها بالمناسك و المشاعر، و أحلوا و حرموا، وهم الدهماء من
العرب، إلا شرذمة منهم نذكرهم، و هم الذين أخبر عنهم التنزيل: وَ قالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَ يَمْشِي
فِي الْأَسْواقِ- إلى قوله- إِنْ تَتَّبِعُونَ
إِلَّا رَجُلًا مَسْحُوراً[4] فاستدل عليهم بأن المرسلين كلهم كانوا كذلك.
قال اللّه تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا
إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَ يَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ[5].