responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 557

و تخلخل و الخمر ينتفخ في الدن حتى يتصعد عند الغليان، و كذلك القمقمة الصياحة و هي إذا كانت مسدودة الرأس مملوءة بالماء و أوقدت النار تحتها انكسرت و تصدعت، و لا سبب له إلا أن الماء صار أكثر مما كان، و لا جائزا أن يقال: إنه كبر بدخول أجزاء النار فيها؛ فإنه كيف دخلت و ما خرج جزء من الماء و لا خلاء فيه؟

و لا جائز أن يقال إن النار طلبت جهة الفوق بطبعها، فإنه كان ينبغي أن ترفع الإناء و تطيره لا أن تكسره. و إذا كان الإناء صلبا خفيفا كان رفعه أسهل من كسره، فتعين أن السبب انبساط الماء في جميع الجوانب و دفعه سطح الإناء إلى الجوانب فيتفتق الموضع الذي كان أضعف. و له أمثلة أخرى تدل على أن المقدار يزيد و ينقص، و نقول: إن العناصر قابلة للتأثيرات السماوية، إما آثار محسوسة مثل نضج الفواكه و مد البحار و أظهرها الضوء و الحرارة بواسطة الضوء و التحريك إلى فوق بتوسط الحرارة، و الشمس ليست بحارة و لا متحركة إلى فوق. و إنما تأثيراتها معدات للمادة في قبول الصورة من واهب الصور، و قد يكون للقوى الفلكية تأثيرات خارجة من العنصريات، و إلا فكيف يبرد الأفيون أقوى مما يبرد الماء، و الجزء البارد فيه مغلوب بالتركيب مع الأضداد؟ و كيف يفعل ضوء الشمس في عيون العشي و النبات بأدنى تسخين ما لا تفعله النار بتسخين يكون فوقه؟ فتبين أن العناصر كيف قبلت الاستحالة و التغير و التأثير. و تبين ما لها بالعنصر و الجوهر.

المقالة الثالثة:

في المركبات و الآثار العلوية.

قال ابن سينا: إن العناصر الأربعة عساها أن لا توجد كلياتها صرفة، بل يكون فيها اختلاط، و يشبه أن تكون النار أبسطها في موضعها ثم الأرض. أما النار فلأن ما يخالطها يستحيل إليها لقوتها. و أما الأرض فلأن نفوذ قوى ما يحيط بها في كليتها بأسرها كالقليل، و عسى أن يكون باطنها القريب من المركز يقرب من البساطة [1].


[1] لكن ذلك دون بساطة النار، لأن نفوذ القوى الفلكية المسخنة في الأرض جائز، و ذلك مما يحدث فيها إحالة ما، و مع ذلك فإن الأرض لا تقوى على إحالة كل ما يخالطها من الجوهر القريب إلى الأرضية قوة النار على إحالة ما يخالطها.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 557
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست