و له رموز و أمثال. منها
قوله: إن أمك رءوم لكنها فقيرة رعناء. و إن أباك لحدث لكنه جواد مقدر. يعني بالأم
الهيولى، و بالأب الصورة، و بالرءوم انقيادها، و بالفقر احتياجها إلى الصورة. و
بالرعونة قلة ثباتها على ما تحصل عليه، و أما حداثة الصورة أي هي مشرقة لك بملابسة
الهيولى.
و أما وجودها: أي النقص لا
يعتريها من قبل ذاتها، فإنها جواد، لكن من قبل قبول الهيولى، فإنها إنما تقبل على
تقديرها، و هذا ما فسر به رمزه و لغزه.
و حمل الأم على الهيولى
صحيح مطابق للمعنى، و ليس حمل الأب على
[1] الشيخ اليوناني: هو
أفلوطين، و أول المعلمين الإسكندريين الذين حاولوا التوفيق بين تعاليم أرسطو و
أفلاطون، ولد سنة 205 م في أسيوط تثقف على أستاذ كان يعلم القراءة و الكتابة و
الحساب و يشرح شعر الشعراء. و في الثامنة و العشرين قصد إلى الإسكندرية و أخذ
يختلف إلى أساتذتها، و قد لزم أحدهم (أمونيوس) طيلة إحدى عشرة سنة، ثم سافر مع
الحملة التي أخرجها الامبراطور جورديان لمحاربة الفرس رجاء أن يتعلم الفلسفة
الفارسية و الهندية من أصولهما، و لكن هزيمة الجيش ألجأته إلى أنطاكية، ثم رحل إلى
روما حيث استقر بها و أسس مدرسته التي قام عليها حتى وفاته سنة 270 م. (قصة
الفلسفة اليونانية ص 332).