و مما نقل عن أرسطوطاليس
تحديده العناصر الأربعة، قال: الحار ما خلط بعض ذوات الجنس ببعض. و فرق بين بعض
ذوات الجنس من بعض.
و قال: البارد ما جمع بين
ذوات الجنس و غير ذوات الجنس، لأن البرودة إذا جمدت الماء حتى يصير جليدا اشتملت
على الأجناس المختلفة من الماء و النبات و غيرهما.
قال: و الرطب العسير
الانحصار من ذاته، اليسير الانحصار من ذات غيره.
و اليابس: اليسير الانحصار
من ذاته، و العسير الانحصار من ذات غيره. و الحدّان الأولان يدلان على الفعل، و
الآخران يدلان على الانفعال. و نقل أرسطوطاليس عن جماعة من الفلاسفة أن مبادي
الأشياء هي العناصر الأربعة. و عن بعضهم: أن المبدأ الأول هو ظلمة و هاوية. و فسره
بفضاء و خلاء و عماية. و قد أثبت قوم من النصارى تلك الظلمة و سموها: الظلمة
الخارجة.
و مما خالف أرسطوطاليس
أستاذه أفلاطون: أن أفلاطون قال: من الناس من يكون طبعه مهيأ لشيء لا يتعداه،
فخالفه و قال: إذا كان الطبع سليما صلح لكل شيء. و كان أفلاطون يعتقد أن النفوس
الإنسانية أنواع يتهيأ كل نوع لشيء ما لا يتعداه. و أرسطوطاليس يعتقد أن النفوس
الإنسانية نوع واحد، و إذا تهيأ صنف لشيء تهيأ له كل النوع، و اللّه الموفق.
و هو ذو القرنين الملك، و
ليس هو المذكور في القرآن، بل هو ابن فيلبوس الملك. و كان مولده في السنة الثالثة
عشرة من ملك دارا الأكبر. سلمه أبوه إلى
[1] هو ابن فيلبس
المقدوني، ولد سنة 356 ق. م. تعهد بتربيته ليسماخوس اليوناني، و لما بلغ الثالثة
عشرة من عمره، قرأ على أرسطوطاليس و لما بلغ العشرين جلس على عرش أبيه. و قد بنى
الإسكندرية و تزوج بابنة ملك همذان. مات سنة 323 ق. م. و لم يعين خلفا له. و قد
انتشرت الآداب اليونانية في كافة البلدان التي أخضعها لسلطانه. (دائرة المعارف
للبستاني 3: 545).