responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 459

و الحيوان ليست حركاته بطبعه على هذا النهج، فيجب أن يتميز الإنسان بنفس خاص، كما تميز الحيوان على سائر الموجودات بنفس خاص.

و أما الثاني: و هو المعول عليه، قال: إنا لا نشك أن نعقل و نتصور أمرا معقولا صرفا، مثل المتصور من الإنسان أنه إنسان كلي يعم جميع أشخاص النوع، و محل هذا المعقول جوهر ليس بجسم و لا قوة في جسم أو صورة لجسم، فإنه إن كان جسما فإما أن يكون محل الصورة المعقولة منه طرفا منه لا ينقسم، أو جملته المنقسمة. و بطل أن يكون طرفا منه غير منقسم؛ فإنه لو كان كذلك لكان المحل كالنقطة التي لا تميز لها في الوضع عن الخط، فإن الطرف نهاية الخط، و النهاية لا يكون لها نهاية أخرى، و إلا تسلسل القول فيه، فتكون النقط متشافعة و لكل نهاية، و ذلك محال، و إن كان محل المعقول من الجسم شيئا ينقسم، فيجب أن ينقسم المعقول بانقسام محله، و من المعقولات ما لا ينقسم البتة، فإن ما ينقسم يجب أن يكون شيئا كالشكل و المقدار. و الإنسانية الكلية المتصورة في الذهن ليست كشكل قابل للقطع، و لا كمقدار قابل للفصل. فتبين أن النفس ليست بجسم، و لا قوة في جسم، و لا صورة في جسم.

المسألة الخامسة عشرة:

في وقت اتصالها بالبدن، و وجه اتصالها [1].

قال: إذا تحقق أنها ليست بجسم لم تتصل بالبدن اتصال انطباع فيه، و لا حلول فيه، بل اتصلت به اتصال تدبير و تصرف. و إنما حدثت مع حدوث البدن لا قبله و لا بعده. قال: لأنها لو كانت موجودة قبل وجود الأبدان لكانت إما متكثرة بذواتها، و إما متحدة. و بطل الأول؛ فإن المتكثر إما أن يكون بالماهية و الصورة، و قد فرضناها متفقة في النوع لا اختلاف فيها، فلا تكثر و لا تحايز، و إما أن تكون‌


[1] فالنفس شي‌ء عقلي مجرد الذات عن المادة، و قد صارت له صورة شوق إلى العالم الحسي فيما صارت له هذه الصورة- و بها تتصل بالعالم الحسي- تكون نفسا. و إنها إنما هي نفس لأنها كمال نفس طبيعي آلي.

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست