و قال: أنفع العلم ما
أصابته الفكرة، و أقله نفعا ما قلته بلسانك.
و قال: ينبغي أن يكون
المرء حسن الشكل في صغره، و عفيفا عند إدراكه، و عدلا في شبابه، و ذا رأي في
كهولته، و حافظا للستر عند الفناء، حتى لا تلحقه الندامة.
و قال: ينبغي للشاب أن
يستعد لشيخوخته مثل ما يستعد الإنسان للشتاء من البرد الذي يهجم عليه.
و قال: يا بني: احفظ
الأمانة تحفظك، و صنها حتى تصان.
و قال: جوعوا إلى الحكمة،
و اعطشوا إلى عبادة اللّه تعالى قبل أن يأتيكم المانع منهما.
و قال لتلامذته: لا تكرموا
الجاهل فيستخف بكم، و لا تتصلوا بالأشرار فتعدوا فيهم، و لا تعتمدوا الغنى إن كنتم
تلامذة الصدق، و لا تهملوا أمر أنفسكم في أيامكم و لياليكم، و لا تستخفوا
بالمساكين في جميع أوقاتكم.
و كتب إليه بعض الحكماء
يستوصفه أمر عالمي العقل و الحس، فقال: أما عالم العقل فدار ثبات و ثواب. و أما
عالم الحس فدار بوار و غرور.
و سئل: ما فضل علمك على
علم غيرك؟ فقال: معرفتي بأن علمي قليل.
و قال: أخلاق محمودة
وجدتها في الناس؛ إلا أنها إنما توجد في قليل:
صديق يحب صديقه غائبا
كمحبته حاضرا[1]، و كريم يكرم الفقراء كما يكرم
الأغنياء، و مقر بعيوبه إذا ذكرت، و ذاكر يوم نعيمه في يوم بؤسه، و يوم بؤسه في
يوم نعيمه، و حافظ لسانه عند غضبه، و آمر بالمعروف دائما.
و هو من كبار القدماء،
الذي يجريه أفلاطون، و أرسطوطاليس في أعلى
[1] قيل لسولون: كيف
تتخذ الأصدقاء؟ فقال: أن يكرموا إذا حضروا، و يحسن ذكرهم إذا غابوا.
[2] هوميروس: هو الشاعر
الملحمي اليوناني الكبير. ولد في آسيا الصغرى و عاش ما بين القرنين العاشر و
الحادي عشر قبل الميلاد، قيل إنه كان أعمى. نسب إليه المؤلفون اليونان أشعار
«الإلياذة»-