responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 422

4- رأي ديمقريطيس‌ [1] و شيعته‌

كان يقول في المبدع الأول: إنه ليس هو العنصر فقط، و لا العقل فقط، بل الأخلاط الأربعة و هي الأسطقسات‌ [2]: أوائل الموجودات كلها، و منها أبدعت الأشياء البسيطة كلها دفعة واحدة. و أما المركبة فإنها كونت دائمة داثرة، إلا أن ديمومتها بنوع، و دثورها بنوع. ثم إن العالم بجملته باق غير داثر، لأنه ذكر أن هذا العالم متصل بذلك العالم الأعلى، كما أن عناصر هذه الأشياء متصلة بلطيف أرواحها الساكنة فيها. و العناصر و إن كانت تدثر في الظاهر فإن صفوها من الروح البسيط الذي فيها، فإذا كان كذلك فليس يدثر إلا من جهة الحواس. فأما من نحو العقل فإنه ليس يدثر، فلا يدثر هذا العالم إذا كان صفوها فيه، و صفوه متصل بالعوالم البسيطة، و إنما شنع عليه الحكماء من جهة قوله: إن أول مبدع هو العناصر، و بعدها أبدعت البسائط الروحانية، فهو يرتقي من الأسفل إلى الأعلى، و من الأكدر إلى الأصفى‌ [3].

و من شيعته: فليوخوس، إلا أنه خالفه في المبدع الأول، و قال بقول سائر الحكماء غير أنه قال: إن المبدع الأول هو مبدع الصورة فقط دون الهيولى، فإنها لم تزل مع المبدع.


[1] انظر ص 399 ح 2 من هذا الكتاب فقد أوردنا فيها ترجمة كافية لديمقريطس.

[2] انظر أيضا ص 412 ح 1.

[3] الحركة عند ديمقريطس أزلية أبدية و هي نوعان: نوع خاص بحركة الذرات في الخلاء، و نوع آخر خاص بحركة الذرات من أجل تكوين العالم. أما الحركة الأولى فهي أفقية، فيها اصطدمت الذرات بعضها ببعض فتكونت عنها حركة ثانية دائرية أو على شكل دوامة. و هذه الحركة الدائرية هي التي نشأ عنها الوجود. ذلك أرجح الآراء فيما يتصل بحركات الذرات، و هنا رأي آخر يقول إن الذرات كانت متحركة أولا في الخلاء اللامتناهي ثم سقطت عن طريق ثقلها إلى أسفل فلما سقطت اختلفت أوضاعها من حيث ان بعض الذرات أثقل من بعض، كما أن البعض منها اجتمع مع البعض الآخر، و تكوّن من هذا مركب، و عن هذا المركب نشأت حركة الدوامة، و عن هذا كله بدأ الوجود. و هذا الرأي الأخير هو رأي أتسلر. و لكن الرأي الأول لا يزال حتى اليوم أرجح الآراء. (انظر موسوعة الفلسفة 1: 508 و 509 ففيها فكرة وافية عن مذهب الذريين و نظرتهم إلى نشأة الوجود).

نام کتاب : الملل و النحل نویسنده : الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم    جلد : 2  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست